Volgende

دينُ النشاط.. | سماحة الشيخ بناهيان

4 Bekeken· 23/10/31
Panahian • العربیة
0
In

دينُ النشاط..


المدّة: 05:54

النص الفلم:
فلينهض المفعمون بالحيوية والنشاط ولنذهب إلى موكب حسيني، فليأتِ المُترعون حيويةً ونشاطاً ولنقصد مجلس دعاء كميل، لتنتعش أرواحنا.. لا ينبغي القول: حياتنا تسير على ما يرام وديننا "مستوصف!" ومتى ما مرضنا روحيّاً، بين الحين والآخر، طرَقنا باب الله "المستوصف"! لكن الله تعالى يصرّح في القرآن الكريم برفض هذا النمط من العبادة بقوله: «حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ (السفينة).. وَجاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصينَ لَهُ الدِّين‏»، نادَوا الله بإخلاص، ثم: «فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُون»! ليس هذا بتديّن! فالدين يمنحنا النشاط، يهبنا الحيوية، يعلّمنا التعامل مع المشاكل بحزم. فالدين يمنحنا النشاط، يهبنا الحيوية..
بل إن الدين، أساساً، يزوّد الإنسان بنشاط بحيث إذا نظر مَن لا دين له إلى المتديّن اُصيب بالإحباط وقال: يا لسروره، ما أعظم حيويّته! أهُوَ من روّاد المسجد؟ يا لسعادته، ما أشدّ نشاطه! هل يرتاد المواكب؟ يا لغبطته، ما أعلى معنوياته! ما شاء الله، أهُوَ من المُصلّين؟ هكذا ينبغي أن يُعرَف الدين.. على لسان الجميع، وإلا، فإن المتديّنين يعيشون حياةً رديئة ويعكسون للآخرين صورة سيّئة عن الدين..! هذا غير جائز!
كانت كلمة "المعنويات" تحظى بأهمية كبرى أيام الدفاع المقدس، كان (المجاهد) يُسأل عن معنوياته، فيجيب: ممتازة. كثيراً ما كان يُستفسَر في اللقاءات مع المجاهدين عن المعنويات، يقال: "حسنٌ، كيف هي معنويات المجاهدين؟" ..الخ. أكثر ما كان يُستفسَر عنه هو حيوية المجاهدين. أما في الحج فحين يريد المراسل إجراء لقاءات تراه يبحث عن الهموم.. عن الحاجات.. عن ذوي الحاجات. حتى في محرّم عند تقديم الميكروفون لعمل لقاءات تراهم يصطادون ذوي الحاجات. وكذا في مجالس الاعتكاف تراهم يبحثون عن المكروبين.. بعض الأوقات! لا ينبغي هذا!
يحسب البعض أن "النبض المعنوي" هو الدموع.. ولا غير! الدموع مطلوبة.. لكن أيّ دموع؟ فهناك، أوّلاً، فرق بين دمعة ودمعة. ثانياً، الدموع وحدها لا تمثل النبض المعنوي، فالعامل الآخر الذي يُظهِر نبض معنويات الإنسان ومدى قربه من الله يقع في طرف النقيض من الدموع تماماً، انطلاقاً من العُرف الذي يرى الدموع علامةَ الحزن. ما هذا الطرف النقيض؟ إنه النشاط.
فلينهض المفعمون بالحيوية والنشاط ولنذهب إلى موكب حسيني، فليأتِ المُترعون حيويةً ونشاطاً ولنقصد مجلس دعاء كميل، لتنتعش أرواحنا.. غيّروا تعابيركم وأساليبكم.. أولئك الخاملون و"المحتضرون" والمهمومون والمكتئبون لا يلائمون مجلس دعاء كميل.. فليبتعدوا، ليبتعدوا، ليبتعدوا.. ليبتعدوا وكفى! فالله لا ينتظرك هناك أن: "متى ما تحطّمت معنوياتك تعال واطرق بابي!" أيّ تعريف للدين هذا؟!.. أي تعريف لعبادة الله هذا؟!
ربما من الضروري أن نعيد النظر في مجالس دعائنا ومناجاتنا. نعم، لا بأس أن ينادي قارئ الدعاء المكروبين أثناء التلاوة قائلاً: أين المكروبون، أين ذوو المرضى، أين المُضطرّون.. أين تجلسون! لكن إذا خلَق هذا جوّاً مفادُه أنّ الدعاء خاص بالتعساء والمساكين فلا نقُله!
ليلة عاشوراء زوّد الإمام الحسين(ع) أصحابه بالنشاط، لم يكن في قلب أحد هذه الليلة لا خوف ولا حزن. لم يسمح أولياء الله (في موقف كهذا) بطروء أدنى خلل على قلب امرئٍ، كانوا يحافظون على المعنويات بأعلى مستوى. كان بعض أصحاب الحسين(ع) الليلة يتمازحون، قُطِّعوا إرباً إرباً على رمضاء كربلاء وهم شعلة نشاط. كم قد بكى الإمام الحسين(ع) يوم عاشوراء؟ كم قد بكى؟ رجل يبكي كل هذا البكاء في يوم واحد بشفاه ذابلات! بكى على القاسم بن الحسن، وعلى علي الأكبر، وعلى العباس(س)، ..الخ، ولقد صرّحت الروايات بأنه كلما اشتد الأمر كان يُشرق لونه(ع).
العديمو الحيوية لا ينفعون حتى للبكاء على أبي عبد الله الحسين(ع)، فهو(ع) بحاجة إلى إنسان نشط. بتصوّركم الإنسان المكتئب العاجز الذي يأتي للبكاء على الحسين(ع) كم هو احتمال أن يكون بكاؤه حقّاً لأحزان الحسين(ع) وحسب؟ إذ قد يكون بعض بكائه لأجل نفسه.
أكرّر قولي: إذا اغتَمَّ الإنسان فليطرق باب ربه، وليناجِه، فهذا الباب ليس موصَداً، لكن ليس من الصحيح أن نهبط بالدين إلى هذا المستوى ونُذلّه. ثم يأتينا - من ناحية أخرى - بضعُ جُهّال - أجهل منا نحن الذين نعيش بهذه الطريقة السيئة - ليزعموا أن الدين خاص بالضعفاء.. خاص بالتعساء والمساكين! كلا، الدين يمنحنا النشاط، يهبُنا الحيوية..




شاهد الفلم في صفحاتنا التالية:


الموقع: http://arabic.bayanmanavi.ir/

الفيسبوك: https://www.facebook.com/panahianAR/

التلغرام: https://telegram.me/PanahianAR/

الانستقرام: https://www.instagram.com/PanahianAR/

Laat meer zien

 0 Comments sort   Sorteer op


Volgende