التفسير الأقوم - لقد أرسلنا رسلنا بالبينات و أنزلنا معهم الكتاب و الميزان (2)
#التفسير_الأقوم
#الإمامة_الحقة
#الممهدون_و_تأريض_الظهور
#الإمامة_الجائرة
#الدولة_الريعية
يقول تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾.
لقد أرسلنا رسلنا، وأيدناهم بالحجج والبراهين الدالة على صدقهم، وأنزلنا معهم كتبنا السماوية، بأن بلغناهم إياها عن طريق وحينا، وأنزلنا معهم العدل بأن أرشدناهم إلى طرقه، وإلى إعطاء كل ذي حق حقه.
وبذلك يغدو غرض الدين الأساس هو أن يهتدي الناس للتي أقوم، وأن يعيشوا الحياة الطيبة، في ظلّ إقامة العدل والقسط بين الناس.
ذلك أنَّ إشكاليةَ الظلمِ وَ مَاْ يتولَّدُ عنهَا، من الاستبدادِ، و الاستعبادِ، و التألُّهِ، و الاغتصابِ، و الإكراهِ، و التسلطِ، و الهيمنة، و بَطْرِِ الحقِّ، و غَمْطِ الناسِ إلى آخِرِهَاْ، كَاْنَتْ، ولا تَزَالُ الأصلُ، و المحورُ الأساسُ للشَّرِّ بِكُلِ أشكالِهْ، و شَقْوَةِ الإنسانِ، وَ إهدارِ كَرَاْمَتِهِ وَ إلغَاْءِ إنسانِيَّتِهْ.
لِذَلِكَ جَعَلَ الإسلامُ المسؤوليةَ عَنْ وقوعِ المظالمِ، مسؤوليةً تضامنيةً شاملةً لِكُلِّ أفرادِ الأمةْ.
لأنَّ آثارَ الظُّلمِ وَ شُرُورِهِ، مُرَكَّبَةٌ وَ مُمتَدَّةْ. فَهِيَ مَنْبَعٌ لِلْفِتَنِ، وَ مُوَلِّدٌ لَهَاْ، وَ إصَاْبَاْتُهُ سوف تَلْحَقُ الجميعَ، بحيثُ لا ينجُو أحدٌ مِنْهَاْ.
لِذَلِكَ، فَعِصْمَةُ المجتمعِ وَ تحصينُهُ و وقايتُهُ مِنَ الظُّلمْ، بِكُلِّ تمظْهُرِهِ، هِيَ مسؤوليةُ الجميعْ. يقول الله سبحانه و تعالى: واتقوا فتنة لا تُصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصةْ.