Up next

قصيدة هذي المْدَيْنَةُ _ صوت : الشيخ باقر الدراجي شعر : السيد عدنان الموسوي

16 Views· 23/04/10

قضاء الشهداء (المْدَيْنَة)
السيد عدنان الموسوي


هذي (المْدَيْنَةُ) يا فخراً لِسَاكِنِها
إنَّا بَنُـــوها وَحَــقُّ الإبــنِ يفتخِرُ

فيها المُوالاةُ مُذ قامَت مشيَّدةً
لآلِ أحمــدَ مَـن أفضالُـــهم كُثُرُ

مَرَّ الفراتُ بها فاستَشعَرَت عَطَشاً
وََعَــاتَبَــتهُ ومِنـــها الدَّمــعُ يَنفَجِرُ

أَفي جِوارِكَ يَبقى الآلُ في ظمأٍ؟
وباتَ قلبُ الهُدى كالنَّارِ يَستَعِرُ؟

بالجُودِ أبنــاؤها الأخــيارُ قد عُرِفُوا
والنَخلُ يُخبِرُ عن ذا الجُودِ والشَجَرُ

فيها فَطاحِــلُ قَد بانَـت مَآثِرُهُم
يَجري الى الآنَ مِن أقلامِهم نَهَرُ

طلَّابُ عِلمٍ لهم في العِلمِ مَرتَبةٌ
وبانَ في فَضلِهِم أنموذجٌ عَطِرُ

فيــها المَنابِــرُ بالأحــزانِ ناعيــةٌ
رُزءَ الحسينِ وأصحابٍ لهُ نَصَرُوا

هذي مَدينتُنا بالعِزِّ قد عُرِفَت
والمجدُ فيها بهِ قد سُطِّرَت عِبَرُ

إن جِئتَ قاصدَها فانظُر لمَدخلِها
يُخبركَ عن مَجدِها أبطالُها الغُررُ

غابوا جُسوماً وما غابَت ملامِحُهُم
تستقبلُ الضَّيفَ في ودٍ لَهُم صُوَرُ

صَانُوا العراقَ بيومٍ إذ بهِ عَبَثَت
شَرُّ النَّواصِبِ فيها النَّذلُ والأَشِرُ

ثارُوا كصَحبِ قتيلِ الطَّفِّ وانتفضوا
لم يَرهبُوا المَوتَ بَلْ للمُوتِ قد حَضَرُوا

سَارُوا بِعَزمٍ وبالأقدارِ قد وَثِقُوا
مَا فَــلَّ عَزمَــــهُمُ رُعــبٌ وَلا خَطَرُ

(مكحولُ) يَشهدُ و(الثَّرثارُ) صَولَتَهُم
وَصِيتُ وَقفَتِهم في الأرضِ مُنتَشِرُ

لكنَّهُم عَلِمُوا للمَوتِ قد خُلِقُوا
والمَوتُ في النَّاسِ حَتمٌ خطَّهُ القَدَرُ

ظلَّــت عوائِلُــهم للبـابِ ناطِــرةً
لَعَــلَّ غائبَــها يأتـــي بــهِ السَفَرُ

عَادُوا إليها على الأكتافِ قد حُمِلُوا
تَشُعُّ أجسادُهُم نُوراً لِمَن بَصَرُوا

نالوا الشَّهادةَ في أرضِ الهُداةِ وقد
حَازُوا الجِنانَ وبالرِّضوانِ قد ظَفَرُوا

أعطَوا نُفُوساََ وقد جَلَّت مَواقِفُهُم
فالعينُ عَبرَى لَهُم بالدمعِ تَنهَمِرُ

Show more

 0 Comments sort   Sort By


Up next