التالي

فرصة الكورونا في العزاء الحسيني! | سماحة الشيخ بناهيان

7 المشاهدات· 23/10/31
Panahian • العربیة
0

فرصة الكورونا في العزاء الحسيني!

المدّة: 03:55

نص الفلم:
كثيرا ما نلاحظ، نحن أصحاب المواكب أننا إما أن نختبئ في قوقعتنا الفردية، أو في قوقعتنا الجماعية. تتسبَّب، بل تسبّبتْ الكورونا في توسيع الفواصل الاجتماعية، لكنها قَوَّت الاتصال الاجتماعي. منذ سنوات وأنا أعتب أنه: لماذا يعقد أصحاب المواكب مراسيمهم في جَوّ مغلق لا يستطيع الكثير مشاهدته؟!
الأصل في العزاء ليس مناجاةَ الإمام الحسين(ع) والاختلاء به. يفهم البعض أنّ مراسيم العزاء والبكاء على أبي عبد الله الحسين(ع) أشبه بصلاة الليل! كلا، فالارتباط به(ع) هو ارتباط علني أمام الملأ، بل ينبغي إقامة المراسيم في قسمِ المدينة الذي لم يألَفْ أهلُه العزاء، مِمَّن لم يروا إلى الآن مواكب راجلة.. ولا يدرون ما يجري داخل المواكب. على الموكب الراجل التوجّه إلى حَيٍّ في المدينة لم يُقِم فيه أحدٌ موكباً، ولا يُسيِّر المعزّون المواكبَ الراجلة فيها، قد ينبغي التوجّه إلى هذا الجزء من المدينة.
حسنٌ، أصحاب المواكب - ولله الحمد - أُجبروا الآن على ترك أجواء المواكب العذبة المُولَعين بها والجلوس بفواصل ذات ثلاثة أو أربعة أمتار على عرض شارع واسع جداً، يذرفون الدمع ويمارسون العزاء، والآخرون يشاهدون هذا المنظر! تخيّلوا أن موكبَ ضربٍ بالسلاسل ينطلق.. كانوا في السابق يسيرون بفاصلة متر واحد والآن ثلاثة أمتار.. كم سيكون هذا الموكب أطول! هذه كلها المظاهر الخارجية لعزاء أبي عبد الله الحسين(ع) التي أخذت بالازدياد. المراسيم على التراب، وفي القفار، تختلف عن المراسيم في الأجواء المفتوحة والمواكب المُسيَّرة في الشوارع، وعن المراسيم في أفنية المدارس وساحات الجامعات المفتوحة وسوح المعسكرات. وقد رأيتم أمثلتها في زيارة مواقع عمليات الجبهات، حيث يفترش الشُبّانُ الترابَ ويناجون الشهداء، ما أجمله من حدَث!
هذا العام عام الإبداع في العزاء، عام خروج المُعَزّين من الفضاءات المغلقة. نعم، قد نتخيّل أن ذلك الموكب الجميل، والجَمع الحماسي، والجماعة التي كُنّا فيها نلطم ونردّد سويّة، والجو الذي كنا نستمتع به أكثر، لا يعود، لكن سيحصل شيء آخر يجني منه الدينُ، وصاحبُ الزمان(ع)، ومدرسةُ أبي عبد الله الحسين(ع) منفعةً أكبر. وهاهنا يتنازل مُرتاد الموكب عن بعض عشقه مقابل أن يؤدّي تكليفاً أعظم. على حَدّ قول شهيدنا العظيم الحاج سليماني: إنّ في التهديدات من الفُرَص ما لا يوجَد في الفرص نفسها.
أقول هذا عن تجربة: إنّ مقدار ما يتوافر في الأزمات من فُرَص لا يوجَد في الفُرَص نفسها!
لقد تسبّبتْ الكورونا في توسيع الفواصل الاجتماعية، لكنها قوّت الاتصال الاجتماعي. العام عام الإبداع في العزاء، عام خروج المعزين من الفضاءات المغلقة.




شاهد الفلم في صفحاتنا التالية:

الموقع: http://arabic.bayanmanavi.ir/

الفيسبوك: https://www.facebook.com/PanahianArbic/

التلغرام: https://telegram.me/PanahianAR/

الانستقرام: https://www.instagram.com/PanahianAR/

أظهر المزيد

 0 تعليقات sort   ترتيب حسب


التالي