حصيلة وجود الإنسان | سماحة الشيخ بناهيان

حصيلة وجود الإنسان


المدّة: 05:13

النص الفلم:
إذا أضاف الإنسانُ نزعاتِه إلى معلوماته، سيكون ذلك حاسما في تحديد رؤيته. إن رؤية كل امرء مستقاة من نزعاته بالإضافة إلى معلوماته.
لا يقرّر الناس على أساس معلوماتهم، وإنّما يقرّرون على أساس رؤاهم. فهم يضيفون المعلومات إلى أمورٍ أخرىفتُنتِج حصيلةً نهائية باسم الرؤية، وعلى أساسها يقرّرون لم تكن رؤية الإنسان على أساس معلوماته وحسب فلابد من حدوث أمور ما في قلب الإنسان لكي يحصل على رؤية دقيقة وعميقة إن كنت ترغب في أمر ما كثيرا تحاول أن تستدلّ على أنّه أمر ممكن فتصبح رؤيتك إيجابيّة وإمّا إن لم تكن ترغب فيه صارت رؤيتك سلبية، بمعنى أن تقول أنه أمر غير ممكن لماذا الرؤية مهمّة؟ لأن الرؤية هي حصيلةُ معلومات الناس ونزعاتهم وهي النزعات التي لا يكتشفها الناس في داخلهم بسهولة ذرّة من العُجب ذرّة من الحسد ذرّة من حبّ الجاه كلّ واحدة من هذه الصفات السلبية تؤثر في الرؤية إن كانت لديك رغبة شديدة في الاستمتاع من الدنيا وكنت قد وضعت لنفسك حدّاً لسببٍ ما فإمّا تعاني من نقص في المال أو نقص في القوّة أو نقص في الجدارة أو لكونك متديّنا وقد نهاك الدين عن الإسراف في لذّات الدنيا ولكنّك تهوى لذّات الدنيا فعندئذ كيف تكون نظرتك إلى المستمتعين باللذات؟ نظرة ملؤها الحقد وملؤها التحقير ولكن إن لم تكن مولعا باللذات ولم تتعاطَ الملّذات كثيرا انطلاقا من العقلانية والمعنويّة عند ذلك كيف تنظر إلى من راح ينساق إلى اللذات؟! يحترق قلبك وتقول: یا له من مسکین..! لمَ هو هكذا؟!
تتألم من أنّه لماذا غَرِق في اللذّات الدانية وحُرِم من اللذات الأسمى. لماذا الرؤية مهمّة؟ لأن الرؤية تعني معلومات الإنسان بالإضافة إلى نزعاته ورغباته.
قال النبي (ص): «يَا عَلِي... ‏لَوْ ضَرَبْتَ» بسیفك «خَيْشُومَ الْمُؤْمِنِ..» لیُبغضك؛ أي إن عاملته بهذا العُنف فإن كان مؤمنا «مَا أَبْغَضَك‏» أي لا تتغير رؤيته تجاهك وقد تغيّرت رؤية البعض تجاه أولياء الله بمجرّد موقف صغير صدر منهم! كيف تغيّرت رؤية ابن ملجم؟ وما الذي كان قد أخفاه في ضميره؟
أساسا كثير من الامتحانات هي امتحان الرؤية. لماذا الرؤية بهذه الأهمية؟ ولماذا الرؤية بهذه الشدّة من التأثير؟ لأن الرؤية هي حصيلة وجود الإنسان كلّه.
فليس لأحد أن يقول: لقد جاءتني معلومات خاطئة أو كانت معلوماتي ناقصة فلو كانت نزعاتك صحيحة.. لما ضللت بالمعلومات الخاطئة قط.
إن جئت بعض الناس بأفضل دليل قال: طبعا كانت أدلتك منطقيّة جدّا... سأفكّر فيها! يعني ماذا تريد أن تفعل لاحقا؟! إذ معلوماتي هذه كاملة وهاتيك مصادرُها وإن شئت أستخرِجُها لك من الإنترنت أو من المكتبة، وإن شئت لنتناقش في داخل المكتبة أصلا. فيقول: ولكن الآن...
وفي المقابل، في الجانب الآخر إذا أشاع امرءٌ إشاعةً في الهواء، يقول: ألم أقل؟!... أرأيت؟ يا لئيم! فلتطالب ذلك أيضا بدليل!



شاهد الفلم في صفحاتنا التالية:


الموقع: http://arabic.bayanmanavi.ir/

الفيسبوك: https://www.facebook.com/panahianAR/

التلغرام: https://telegram.me/PanahianAR/

الانستقرام: https://www.instagram.com/PanahianAR/