إرادتي ضعيفة.. ماذا أصنع؟ | سماحة الشيخ بناهيان

المدّة: 04:05

النص:
عن أمير المؤمنين(ع): «مَن قَوِيَ هَواهُ ضَعُفَ عَزمُه» أي: ضعُفَت إرادتُه.
يقول: إرادتي ضعيفة.
- إنك تتّبع هواك.
ـ أنا لا أتّبع هواي، ماذا أصنع؟
- لا يجب أن تصنع شيئًا.. الهوى راكِبُك!
یقول: شيخنا، إرادتي ضعيفة ماذا أصنع؟
- هواك قويّ؟
ـ لكنّي.. لا أرتكب الحماقات والتفاهات كثيرًا!
- ليس بالضرورة أن ترتكب تفاهات أو سَفاسِف ليقوى هواك، فقد تكون ملتزمًا بالصلاة، ويتّفقْ أن تلائمَ الصلاةُ هواك، ويتّفقْ أن تكون الذنوبُ المُبتذَلة تخالف هواك، فتتجنّبها، لكنّك لم تفعل لهواك شيئًا بعد! أمّا أن يكون لك اعتبارٌ في المسجد والحَيّ فهذا موافق لهواك، أنت مُستعدّ لسَحق مئة شخص من أجل اعتبارك أنت!! ولذا فقد تغتاب الآخرينَ من أجل اعتبارك، إذن أنت صاحب هوًى، اغتبتَ غيبةً واحدة فقط، إنّك "المسكين" لا تفعل شيئًا!!
إنّ عزمَ الإنسان ليَعظُم عظمةً عندما يخالف هواه ويَقوَى قوّةً تجعله يفعل الخوارِق، أمّا في دولة الإمام! يا بقيّة الله... في الخبر: في زمن صاحب الزمان تكون لكل رجل «قُوَّة أَربَعينَ رَجُلًا»، فكأنّنا في حلبة "زُورخانة" والكل نادَى: "يا علي"، أحدَثوا ضجّة مثلًا!
- يا شيخ، وما عسانا نصنع بالقوّة؟ نريد الراحة، لا القوّة، رُكونُنا إلى الراحة تغلّبَ على طلبِنا القُوّة.
ولا أقصد بطلب القوّة التسلّط على رقاب الآخرين، بل أن نكون أقوياء.. «المُؤمِنُ كالجَبَلِ الرّاسِخ» ولا فرق في ذلك بين الرجل والمرأة، إنّ على الإنسان أن يَقوَى.. ليُرِدْ ذلك..
العلّامة الطباطبائي يوصي: اِجلِسْ، وقَوِّ إرادتَك، اجلس، متأمّلًا، وركّز ببالك على الموضوع الذي تحبّ. ذهنُك سيَشرُد، أَرجِعْه.. ثمّ يَشرُد، فأَرجِعْه.. ويَشرُد، يتشتّت ذهنُك، أَرجِعه.
قل: عليَّ الآن، لمدّة ساعة، أن أفكّر في موضوع واحد.
بل عيِّن لنفسك جدولًا إذا وصلك خبر، أو جاءتك رسالة، عيِّن جدولًا، قُل مثلًا: أَنظُرُ في جوّالي مرّةً كلّ 3 ساعات!
- جاء خبر مرعب عليّ الآن أن أرى..
- قل: أنا لدَيَّ برنامج، 3 ساعات! فلتخسأ.. (لنفسك قُلها، لا تخف، لن تستاء)، قل: اِخسأ، ألم أقل: بعدَ 3 ساعات؟! كن صلبًا..
- لكنّ حلاوة الخبر في لحظته!
- تعسًا للحلاوة، أنا أساسًا أريد أن أرى ما الحُلْو عندك؟ فأصفَعك.
«أَعدَى عَدُوِّكَ نَفسُكَ الّتي بَينَ جَنبَيك»... اِجعَل هذا جزءًا من نمط حياتك.
«مَن قَوِيَ هَواهُ ضَعُفَ عَزمُه»
إنّ عزمَ الإنسان ليَعظُم عظمةً عندما يخالف هواه ويَقوَى قوّةً تجعله يفعل الخوارِق.. اِجلِسْ، وقَوِّ إرادتك.



لدعم نشاطاتنا أنقر على الرابط التالي:
Panahian.net/donate

يمكنك التبرّع بالطرق المتداولة الأخرى أيضًا.
لمزيد من المعلومات راسلنا:
واتساب: 00989945071440 (للتواصل النصّي فقط)
البريد الالكتروني: [email protected]
صفحاتنا: @PanahianAR