فقه
افتخار همه ما نوکری چهارده نور مقدس علیهم السلام خاصه مولانا حضرت ابا عبد الله الحسین (ع) است
قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم مخاطباً نوح (عليه السلام) في صنع السفينة : {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} هود : 37.
ومن الأحاديث النبويّة المتواترة لفظاً ومعنىً ، تفصيلا وإجمالا ، عند الفريقين ـ السنّة والشيعة ـ حديث السفينة. قال رسول الله محمّد (صلى الله عليه وآله) : « مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق وهوى » (مصادر الحديث عند الفريقين في كتاب ( أهل البيت عليهم السلام سفينة النجاة )) .
وقيل : لمّـا سئل مولانا لسان الله الناطق جعفر بن محمّد الإمام الصادق (عليه السلام)عن حديث « إنّ الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة » : ألستم أنتم سفن النجاة ؟ فقال (عليه السلام) : كلّنا سفن النجاة إلاّ أنّ سفينة الحسين أوسع وأسرع. كما أنّ للجنّة أبواباً ، منها باب يسمّى باب الحسين (عليه السلام) وهو أوسع الأبواب.
فالسفينة الحسينيّة سعتها بسعة الخلائق ، وتضمّ جميع العباد من آدم (عليه السلام) إلى يوم القيامة. كما أنّها أسرع للوصول إلى شاطئ السلام وساحل النجاة ، والوصول إلى بحر فيض الله ورحمته الواسعة ، والفناء في الله سبحانه وتعالى. وبنظري إنّ المصباح الحسيني للمتّقين ، فإنّه عدل القرآن الكريم ، بل هو القرآن الناطق ، وإذا كان القرآن التدويني العلمي هدىً للمتّقين : ( ذلِكَ الكِتابُ لا رَيْبَ فيهِ هُدىً لِلْمُتَّقينَ )...
فلا عاصم اليوم من أمر الله إلاّ من ركب سفينة أهل البيت (عليهم السلام) ، ومن تخلّف حتّى ولو كان من أولادهم فإنّه من الهالكين.......
ـ عن الحسين الأشقر ، قال : قلت لهشام بن الحكم : ما معنى قولكم : إنّ الإمام لا يكون إلاّ معصوماً ؟ قال : سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن ذلك فقال : المعصوم هو الممتنع بالله عن جميع محارم الله ، وقد قال الله تبارك وتعالى : ( وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إلى صِراط مُسْتَقيم ) . بيان : الممتنع بالله أي بتوفيق من الله
في الخصال : قوله تعالى : ( لا يَنالُ عَهْدي الظَّالِمينَ ) ، عن الإمام الصادق (عليه السلام) : عنى به أنّ الإمامة لا تصلح لمن قد عبد صنماً أو وثناً أو أشرك بالله طرفة عين وإن أسلم بعد ذلك ، والظلم : وضع الشيء في غير موضعه ، وأعظم الظلم الشرك ، قال الله عزّ وجلّ : ( إنَّ الشِّرْكَ لَظُلـْمٌ عَظيمٌ ) ، وكذلك لا تصلح الإمامة لمن قد ارتكب من المحارم شيئاً صغيراً كان أو كبيراً وإن تاب منه بعد ذلك ، وكذلك لا يقيم الحدّ من في جنبه حدّ ، فإذاً لا يكون الإمام إلاّ معصوماً ولا تعلم عصمته إلاّ بنصّ من الله عزّ وجلّ عليه على لسان نبيّه (صلى الله عليه وآله) ، لأنّ العصمة ليست في ظاهر الخلقة فتُرى كالسواد والبياض وما أشبه ذلك ، وهي مغيّبة لا تعرف إلاّ بتعريف علاّم الغيوب عزّ وجلّ.
فالإمام المستحقّ للإمامة له شرائط وعلامات ، فمنها : العصمة ، قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : بأن يعلم أ نّه معصوم من الذنوب كلّها صغيرها وكبيرها لا يزلّ في الفتيا ، ولا يخطئ في الجواب ، ولا يسهو ولا ينسى ، ولا يلهو بشيء من أمر الدنيا ... العصمة من جميع الذنوب وبذلك يتميّز عن المأمومين الذين هم غير المعصومين لأنّه لو لم يكن معصوماً لم يؤمن عليه أن يدخل فيما يدخل الناس فيه من موبقات الذنوب المهلكات والشهوات واللذات[8].
قال الإمام الصادق (عليه السلام) : إنّ ممّـا استحقّت به الإمامة التطهير والطهارة من الذنوب والمعاصي الموبقة التي توجب النار ، ثمّ العلم المنوّر بجميع ما يحتاج إليه الاُمّة ، من حلالها وحرامها والعلم بكتابها خاصّه وعامّه والمحكم والمتشابه ودقائق علمه وغرائب تأويله وناسخه ومنسوخه[9]. فالإمام لا بدّ أن يكون معصوماً ، ولا يعرف عصمته الذاتيّة إلاّ الله سبحانه ، فهو الذي ينصبه إماماً على الناس بنصّ منه ومن رسوله ويخبر عن عصمتهم.....
علاقة الايمان بآية وحديث السفينة العصمة : لا بدّ لمن يركب سفينة نوح من الإيمان به ; لقوله تعالى : ( ارْكَبْ مَعَنا ) ، فالمعيّة يستلزمها الإيمان ، فالمؤمن هو الذي يبادر بركوب السفينة ، فكذلك أهل البيت (ع) ، فإنّ من يركب سفينتهم لا بدّ أن يؤمن بهم أوّلا ، ولا إيمان إلاّ بالمعرفة ، إلاّ أنّ المعرفة ـ كما مرّ ـ لها مراتب ومراحل كذلك الإيمان له درجات ـ كما في الروايات من القول بعشر درجات إلى أربعمئة درجة ، ولعلّ العشرة اُمّهات واُصول الدرجات فلا تنافي بين الأخبار فتدبّر ـ . فقوله تعالى : ( ارْكَبْ مَعَنا ) أمر والأمر بظاهره يدلّ على الوجوب ، فكان من الفرض الواجب على ابن نوح أن يركب مع أبيه ، إلاّ أ نّه عصى وخالف ، فدخل في زمرة المخالفين العصاة الطغاة ، فغرق وخسر الدنيا والآخرة ، ولم ينفعه نسبه واتّصاله المادّي والجسدي ببيت النبوّة والوحي ، بل من كان مع نوح فهو منه ، ومن أولاده : ( مَنْ تَبِعَني فَهُوَ مِنِّي ).
وكذلك من كان مع الإمام الحسين (عليه السلام) ويركب سفينته ، فإنّه من أهل النجاة ، ومن الاُمّة الحسينيّة ، ويكون والده الإمام (عليه السلام) ، كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أنا وعليّ أبوا هذه الاُمّة ـ متّفق عليه عند الفريقين ـ . فمن كان مع الحسنين سبط رسول الله ، يعني أ نّه يؤمن به أوّلا ، ومن ثمّ يركب سفينته ويستضيء بمصباحه من سيرته وثورته وكلماته وحياته القدسيّة.
فالإيمان كلّ الإيمان في معرفة الله ورسوله وعترته وإطاعتهم. قال الإمام الباقر (عليه السلام) : إنّما يعرف الله عزّ وجلّ ويعبده من عرف الله وعرف إمامه منّا أهل البيت[12]. وقال الإمام الصادق (عليه السلام) : من عرفنا كان مؤمناً ، ومن أنكرنا كان كافراً . إلاّ ما علم بين الله عزّ وجلّ وبين خلقه ، فمن عرفه كان مؤمناً ، ومن أنكره كان كافراً
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من مات وهو لا يعرف إمامه مات ميتة الجاهليّة.
وقال الصادق (عليه السلام) : من لم يعرفنا ولم ينكرنا كان ضالاّ حتّى يرجع إلى الهدى الذي افترض الله عليه من طاعتنا الواجبة ، فإن يمت على ضلالته يفعل الله به ما يشاء.
المصدر : توحيد الصدوق ره
حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله: قال:
حدثنا محمد بن جعفر الكوفي (١)، قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي الكوفي، عن عمه الحسين بن يزيد، عن علي بن الحسين، عمن حدثه، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن أمير المؤمنين عليه السلام قال: أنا علم الله، وأنا قلب الله الواعي، ولسان الله الناطق، وعين الله، وجنب الله، وأنا يد الله.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: معنى قوله عليه السلام: وأنا قلب الله الواعي أي أنا القلب الذي جعله الله وعاء لعلمه، وقلبه إلى طاعته، وهو قلب مخلوق الله عز وجل كما هو عبد الله عز وجل، ويقال: قلب الله كما يقال: عبد الله وبيت الله وجنة الله ونار الله. وأما قوله: عين الله، فإنه يعني به: الحافظ لدين الله، وقد قال الله عز وجل: ﴿تجري بأعيننا﴾ (٢) أي بحفظنا، وكذلك قوله عز وجل: ﴿و لتصنع على عيني﴾ (3) معناه على حفظي.
حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله، قال: حدثنا الحسين ابن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن ابن سنان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته: أنا الهادي، وأنا المهتدي، وأنا أبو اليتامى والمساكين وزوج الأرامل، وأنا ملجأ كل ضعيف ومأمن كل خائف، وأنا قائد المؤمنين إلى الجنة، وأنا حبل الله المتين، و أنا عروة الله الوثقى وكلمة التقوى، وأنا عين الله ولسانه الصادق ويده، وأنا جنب الله الذي يقول: ﴿أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله﴾ (4) وأنا يد الله المبسوطة على عباده بالرحمة والمغفرة، وأنا باب حطة، من عرفني وعرف حقي فقد عرف ربه لأني وصي نبيه في أرضه، وحجته على خلقه، لا ينكر هذا إلا راد على الله ورسوله.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: الجنب الطاعة في لغة العرب، يقال:
هذا صغير في جنب الله أي في طاعة الله عز وجل، فمعنى قول أمير المؤمنين عليه السلام: أنا جنب الله أي أنا الذي ولايتي طاعة الله، قال الله عز وجل: (أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) أي في طاعة الله عز وجل (5).
___
(١) هو أبو الحسين محمد بن جعفر بن عون الأسدي الكوفي المذكور في كثير من أسانيد الكتاب بعنوان محمد بن أبي عبد الله.
(٢) القمر: ١٤.
(٣) طه: ٣٩.
(4) الزمر: ٥٦.
(5) قد مر الكلام جملة في أمثال هذه الأحاديث المروية عنهم عليهم السلام في ذيل الحديث التاسع من الباب الثاني عشر، والشاهد لما قلنا ما في الباب الرابع والعشرين.
کبوترانه به سوی حسین ! أربعين
لطف حسين، ما را تنها نمی گذارد !
الخواطر الإلهية
جعل الله الشفاء في تربة مولانا الإمام الحسين عليه السلام
أنا قتيل العبرات
تفسير فرات الكوفي، ص: 583
فرات قال حدثنا محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا عن أبي عبد الله أنه قال إنا أنزلناه في ليلة القدر الليلة فاطمة و القدر الله فمن عرف فاطمة حق معرفتها فقد أدرك ليلة القدر و إنما سميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها أو من معرفتها الشك [من أبي القاسم] و قوله و ما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر يعني خير من ألف مؤمن و هي أم المؤمنين تنزل الملائكة و الروح فيها و الملائكة المؤمنون الذين يملكون علم آل محمد ص و الروح القدس هي فاطمة ع بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر يعني حتى يخرج القائم ع.
مائة منقبة من مناقب أمير المؤمنين و الأئمة، ص: 136
عوالم العلوم و المعارف والأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال ، ج11-قسم-1-فاطمةس، ص: 128