هل يجوز الاستماع الى الغناء الحزين؟ _ السيد صباح شبر
حرمة الغناء في الأحاديث الشريفة
لم ترد كلمة الغناء نصًّا في القرآن الكريم، إلاّ أنّ الأحاديث الشريفة فسّرت العديد من الآيات به، وقد تمحورت عناوين تلك الآيات التي فُسِّرت بالغناء بالآتي:
١- لهو الحديث.
٢- اللغو.
٣- قول الزور.
- أمّا تفسير لهو الحديث بالغناء، فقد ورد فيه عن محمد بن مسلم عن الإمام الباقر عليه السلام: سمعته يقول: "الغناء ممّا وعد الله عليه النار"، وتلا هذه الآية: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾.
وعن الإمام الصادق عليه السلام: "الغناء مجلس لا ينظر الله إلى أهله، وهو مما قال الله عزّ وجلّ: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ﴾.
- أمّا تفسير اللغو بالغناء، فقد ورد فيه أنّ الإمام الرضا عليه السلام أجاب من سأله عن حكم استماع الغناء: "أما سمعت الله عزّ وجلّ يقول: ﴿وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامً﴾
- أمّا تفسير قول الزور بالغناء فقد ورد فيه أن عبد الأعلى سأل الإمام الصادق عليه السلام عن قول الله عزّ وجلّ: ﴿فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ﴾، قال: "... قول الزور الغناء".
إضافة إلى تفسير تلك العناوين بالغناء ورد عدد من الأحاديث الشريفة الذامّة للغناء، الناهية عنه، منها:
1- عن الإمام الصادق عليه السلام: "شرُّ الأصوات الغناء".
2- عن الإمام علي عليه السلام: "وألذّ المسموعات الغناء والترنّم وهو إثم".
3- ورد أنّ رجلاً قال للإمام الصادق عليه السلام: "إنّ لي جيرانًا، ولهم جوارٍ يتغنين ويضربن بالعود، فربّما دخلت المخرج، فأطيل الجلوس استماعًا منّي لهنّ، فقال له الإمام عليه السلام: لا تفعل، فقال الرجل للإمام عليه السلام: والله ما هو شيء آتيه برجلي، إنّما هو سماع أسمعه بأذني، فقال عليه السلام: يا الله! أنت! أما سمعت الله عزّ وجلّ يقول: ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُول﴾؟ فقال الرجل: كأنّي لم أسمع بهذه الآية من كتاب الله عزّ وجلّ من عربيّ ولا عجمي، لا جرم أنّي قد تركتها، وإنّي أستغفر الله تعالى".
4- عن عبد الله بن أبي بكر، قال. قمت إلى متوضَّأ لي، فسمعت جارية لجارٍ لي تغنّي وتضرب، فبقيتُ ساعةً أسمع، قال: ثمّ خرجت، فلمّا أن كان الليل دخلتُ على أبي عبد الله عليه السلام، فحين استقبلني قال عليه السلام: "الغناء اجتنبوا، الغناء اجتنبوا، الغناء اجتنبوا، اجتنبوا قول الزور. قال: فما زال يقول: الغناء اجتنبوا، الغناء اجتنبوا، قال: فضاق بي المجلس، وعلمت أنّه يعنيني، فلمّا خرجت قلت لمولاه معتب: والله ما عنى غيري.