محور الوحدة و الأخوة (5)
#التفسير_الأقوم
#ظلم
#درایت_حدیث
#تفسیر_قرآن
#تفقه_و_استنباط
#الإمامة
#ولاية_الفقيه
ما هو الحل الأمثل لرفع الإختلاف و إيجاد الإتفاق بين المسلمين ؟
قال الله الحكيم في محكم كتابه الكريم : فَبَشِّر عبادِ الَّذينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَ أُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْباب
نحن نطالب المسلمين بالوحدة ، و نسعى لها، لكنَّ الوحدةَ تكون على كتاب الله و سنة رسوله ، لا على حساب كتاب الله و سنة رسوله (ص) . و لهذا اخترنا الأدلةَ القاطعةَ من كتاب الله و كتبِ علماء البكرية و العمرية ، طريقةً لحل الخلاف و منهجاً لبيان الحقيقة. و نعتقد أنَّ مكتباً يُثبتُ نفسه من كتبِ مخالفيه أحقُ أن يُتَّبَع ، وإن مذهباً يُحْتَجُّ عليه بما في كتبه فيَلجَأُ للتأويل والتحوير أحق أن يُتَجَنَّبَ عنه . التكفيرُ و الصياحُ و الجعجعةُ سلاحُ الضعيف ، و ليس كلامُنا لنشر الأباطيل نعوذ بالله تعالي بل لنشر الحقائق و البراهين التي تستحق منكم وقفةً لتأملها و إدراكِ أبعادها.
فثقافة الحوار المنصف بين المسلمين في جوٍ علميٍ آمن، هي الحل الامثل لرفع الإختلاف و خلق الإتفاق و نقول هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين!.
إنّ الوحدةَ بينَ المسلمين قضيةٌ عقليّةٌ و فريضةٌ شرعيّةٌ لا يمكن التعامي و التغاضي عنها بعد قوله سبحانه و تعالى: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا (آل عمران: 99) فبها أمرسبحانه بالإعتصام بحبلِهِ مولانا أميرالمؤمنين عليّاً و أولادَهُ المعصومين عليه و عليهم السلام كما صرّحت به نصوص العامّة فضلا عن الخاصّة و توعَّدَ عزّ اسمه على التهاون بالوحدة و تضييعها بالعذاب العظيم، فقال تعالى: وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (آل عمران: 105). و علي هذا إقامة الوحدة بين المسلمين وظيفةٌ دينيةٌ لا حركةٌ سياسيّةٌ و هي ذاتُ أبعادٍ مُختلفةٍ..... و رُغم أهميّتها و لزوم الحث عليها، فَرّطَ بها قومٌ و أفرط آخرون. و علي هذا يجب أن نقيمَ الوحدةَ و الأخوةَ بين المسلمين بالأسلوب الخاص الذي أمرنا الله تعالي به أي بالتمسكِ بالعروةِ الوُثقَي و النبأ العظيم و بالإعتصام بحبل الله المتين و صراطِهِ المستقيم أعني مولانا أميرَالمؤمنين عليَ بنَ أبي طالب و أولادَهُ المعصومين عليه و عليهم الصلوة و السلام و لا بطريقة التي إبتدعها علماءُ السوءِ و خلفاءُ الجور و تبعةُ الهوي و أهلُ الدنيا .
قال مولانا أمير المؤمنين علي عليه السلام إِنَّمَا بدء وُقُوعِ الْفِتَنِ أَهْوَاءٌ تُتَّبَعُ وَ أَحْكَامٌ تُبْتَدَعُ يُخَالَفُ فِيهَا كتابُ الله ُ يَتَوَلَّى فِيهَا رِجَالٌ رِجَالًا وَ يَتَبَرَّأُ رِجَالٌ مِنْ رِجَالٍ.
و من المؤسف قد لاعب أهل السياسة بالدين و استغلوا شعار الوحدة و الإخوة بين المسلمين لكتمان الحقائق و لتحجير العقول و لقبض روح التفكير الحرّ و لتحطيم الموقف البصير و الواعي و لمنع البحث العلمي و لتحكيم رئاستهم و للنهي عن الإتيان بالتكاليف الشرعيّة. و من الأسوء أنَّ أهل الدنيا و الذين لا بصيرة لهم في الدين ، أعانهم في ذلك، بحيث رفعوا شعارَ وحدةِ الأديان بَعد أن فَرَغُوا من شعار وحدة المذاهب!!.
«فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ» إنَّ المنهجَ العلمي يستدعي الباحثَ أن يفحصَ وَ يبحثَ عن الحقيقة ... ثم ينشُرَها بين العباد ، لا أنّه تحت شعار حفظ الوحدة، يُهمِلُ كلّ الفروع و الأصول التي يَلقاها خلال بحثه و تفتيشه، بل ينسى- و يا للعار- الحقَّ و الحقيقةَ ، بل يلتزمُ الباطلَ و الضلالةَ متذرّعا بهذه اللفظة .. و مع الأسفِ الشديدِ هَذَا ما وجَدنَاهُ عند بعض الناس الذين شاركونا باسم المذهب.
إذ البحثُ العِلميُ يَتَوَخِّى دوماً الحقائقَ المجرّدةَ عَنْ أيّةِ مَوَاقِفٍ مُسبِقَة، أو التزاماتٍ نسبيّةٍ، أو شعائرٍ و عاداتٍ موروثة، أو أيّةِ اعتباراتٍ تَصرِفُهُ عن مسيرِه العلمي.
فلو نظرنا إلي وحدةِ المعبود و الكتابِ و الرسولِ (ص) و القبلة و المطلوب و مصادرِ التشريع، و جملةٍ من فروع الدين، سنستطيع إزاحةَ الموانعِ التي تحول دون تفاهمنا بحفظ حرمات الله و تنمية ثقافة الحوار و منها وجوبُ الأمر بالمعروف و النهيُ عن المنكر و التواصي بالحق و الصبر و مراعاةُ حرمة المسلم دمه و ماله و عرضه و منع سبّه و قتاله و غشّه و الغدر به و وجوب الوفاء بوعده و إكرامه و احترامه و استحباب إفشاء السلام عليه و عيادة مريضه.