التالي

#اليوم_الوطني_للمقابر_الجماعية أجل إنّها مقبرة!

4 المشاهدات· 24/09/27
هيئة المساءلة والعدالة
0

#اليوم_الوطني_للمقابر_الجماعية

أجل إنّها مقبرة!
سليم رسول

هنا بقية رأس، وهناك طاقم أسنانٍ إصطناعية، وهناك رموش طفولة لم تزل متكحلة بحلم الحياة، وليس بعيدا ترتمي مسبحة لم تكمل دورتها في تسبيح ربّها، كانت بيد شيخ على أعتاب نهاية رحلته في دنيا الخوف، وعلى مقربة تناثرت حبات عقد كان يطوق جيد فتاة، لبسته على حين فرحة أو زهو بيوم جديد وأمل متبرعم في قلب نقي، وهناك أوصال ثوب تلون بألوان الربيع ليقول للتاريخ أنه كان محتفياً بنوروزه الذي كان الأخير، ومثله هناك شماغ فارق العقال منذ أن تداعى رأس كانا يجملانه بإطلاقة ساخرة من البشرية الساذجة، وليس ببعيد جداً تلتمع قطع نقدية ودعها العراقييون من زمن بعيد وإستبدلوها بصور (القائد الضرورة) ولكن هناك يد مبسوطة كل البسط على مقربة منها، ترى الى أي شيء تشير هذه اليد المبتورة؟!
نعم تشير إلى أنها لم تعد تعرف قيمة للمال ما دام لا يؤدي بها إلى سعادة أبدية هي منتهى الرغبة ومنهتى الأمل.
ومشهد أخير يزيد من حرقة القلب، وتقشعر منه الجلود، هل أذكره لك؟! نعم إنه كف طفل ممسك بقطعة من جديلة إخته، إلى جانبه ورقات من القرآن الكريم، من ضمن ما كان مكتوباً في تلك الأوراق من آيات بينات (وإذا المؤدة سئلت بأي ذنب قتلت).
أجل إنها مقبرة، جماعية، أو لنقل إنها مقبرة مصغرة لحفرة كبيرة كان يجب أن ينام فيها العراقييون، كما يقول السياب (نومة اللحود) ولكنهم وعلى مدى خمسة وثلاثين عاما لم ينتهوا ولم يموتوا جميعا!
يا للعجب لم يزل بعد هذا الشعب الذي حكم عليه بالإعدام موجوداً، ترى كيف يمكن أن يموت هذا الشعب ويدفن بأجمعه، في مقبرة شعبية اسمها العراق؟!
ملأوا به السجون ، و أتخمت فيه مثرامات اللحم البشري ، و غرقت ( الشعبة الخامسة ) بالدماء ، و الحروب و المجاعات و الأوبئة و غير ذلك الكثير ..!
لكنّ الشعب مازال حيّا .. حتى شهد كيف ولّى الجلاد هاربا من أسياده و قتل ولداه شرّ قتلة ، و راحت نساؤه تتقاسمها أصحاب السعادة و السمو . ثم جاءوا به إلى المكان الذي كان يذبح العراقيين فيه ( الشعبة الخامسة ) فعلقوه بحبل جرائمه و راح إلى جهنم ( سفّاحاً علامة جرّه الفتحة ) ..

لك ( حوبة ) كبرى أيها الشعب النبيل ..
لكنّ الألم مازال عميقا و الجرح غائرا حين نرى من وصلوا الحكم باسمك و تضحياتك ينسون هذه الذكرى ، و يهملون البقاع التي احتضنت أبناءك حين دفنتهم أحقاد البعث و هم أحياء مكبلي الأيدي و معصوبي العيون ..
مرّ يوم المقابر الجماعية في العراق ، و لم تذكره الرئاسات الثلاث ببيان مقتضب حتى..!!
ترى الى ماذا يشير هذا ؟ !
ليتني أدري ..!!

خفف الوطء ما أظن أديم
الأرض إلاّ من هذه الأجساد
ودفينٍ على بقايا دفين في
طويل الأزمان والآباد!.

#خلينا_نتذكر_حتى_ماتتكر

المساءلة والعدالة الدائرة الاعلامية .
الموقع الالكتروني
https://sncaj.gov.iq/
للتواصل والمراسله
عبر البريد الحكومي الرسمي
[email protected]
نستقبل الشكاوى والطلبات والاستفسارات ‏
[email protected]

أظهر المزيد

 0 تعليقات sort   ترتيب حسب


التالي