التالي

الغربلة الإلهية وتمحيص أنصار وأصحاب الإمام المهدي (313)/ نخبة المنتظرين(اطروحة الغربلة)

0 المشاهدات· 24/08/18
3 1 3
3 1 3
مشتركين
0

نخبة المنتظرين (إطروحة الغربلة)

 الغربلة الإلهية وتمحيص أصحاب وأنصار الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)


---


إن مفهوم الغربلة والتمحيص الإلهي يعكس جوهرًا عميقًا في العقيدة الإسلامية، وخصوصاً في فكر أهل البيت عليهم السلام. هذه المفاهيم تحمل معاني الابتلاء والصبر والإيمان الراسخ بالله، وتظهر في آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الطاهرين.


كما في قول الله تعالى في محكم كتابه:


"أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ"

 (العنكبوت: 2)


"وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ"

 (البقرة: 155)


"أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ"

(البقرة: 214)


في مفهوم أهل البيت عليهم السلام الابتلاءات هي وسيلة لتصفية النفس وتنقيتها، وأنها امتحان للثبات على الحق والإيمان العميق بالله. 


قال الإمام علي عليه السلام:

"الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد، كذلك إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان"


 وأيضاً قال الإمام الصادق عليه السلام:

"إن الله إذا أحب عبداً غته بالبلاء غتاً"


إن هذه الغربلة ليست مجرد عقبات تواجه الإنسان، بل هي فرص للنمو الروحي والاقتراب من الله، ولتربية النفس على القيم العالية والفضائل السامية. القصص والروايات التي تروى عن أهل البيت تعكس عمق هذه الفلسفة، حيث يرون في كل ابتلاء وسيلة للارتقاء بالروح والتأهب للقاء الله بصفاء ونقاء.



اما أنصار الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) والغربلة الإلهية

فإن هذه الآيات الكريمة تُذكّرنا بأن أنصار الإمام المهدي عليه السلام هم الذين سيختبرون بأصعب الابتلاءات ويصبرون على الحق حتى آخر لحظة. هم من يقول الله عنهم في القرآن:


"مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا"

(الأحزاب: 23).


"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"

(آل عمران: 200).


وتأتي أحاديث أهل البيت عليهم السلام لتؤكد أن هؤلاء الأنصار هم من سوف يُصفّوا ويغُربلوا حتى لن يبق فيهم إلا الخالص. 


يقول الإمام الصادق عليه السلام: 

"إن لنا دولة يجيء الله بها إذا شاء، ثم قال: من سره أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر"


و الإمام الباقر عليه السلام قال:

"أما والله لتمحصن يا شيعة آل محمد تمحيص الكحل في العين، وأما والله لتغربلن يا شيعة آل محمد كما يغربل الزوان من القمح".


 والإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) قال:


«وَاللهِ لَتُكْسَّرُنَّ تَكَسُّرَ الزُّجَاجِ، وَإِنَّ الزُّجَاجَ لَيُعَادُ فَيَعُودُ (كَمَا كَانَ) وَاللهِ لَتُكَسَّرُنَّ تَكَسُّرَ الفَخَّارَ، فَإِنَّ الفَخَّارَ لَيَتَكَسَّرُ فَلَا يَعُودُ كَمَا كَانَ (وَ)وَاللهِ لَتُغَرْبَلُنَّ (وَ)وَاللهِ لَتُمَيَّزُنَّ (وَ)وَاللهِ لَتُمَحَّصُنَّ حَتَّى لا يَبْقَى مِنْكُمْ إِلّا الأَقَلُّ، وَصَعَّرَ كَفَّهُ».



إن الغربلة التي يمر بها هؤلاء الأنصار هي نوع من التدريب الروحي والبدني، إعدادًا لدورهم العظيم في نصرة الحق وإقامة العدل في الأرض تحت راية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).


نعم؛ هؤلاء الـ 313 هم من الصفوة، الذين يتجردون من كل تعلق دنيوي حتى يُصبحوا مستعدين لتقديم كل شيء في سبيل الله.


كما في قول قال الله تعالى فيهم:


"الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ"

 (الحج: 41).



وفي الختام :



إن هذه الكلمات تعكس عظمة المكانة التي يحتلها اصحاب الإمام المهدي عليه السلام. هم الذين مروا بعملية الغربلة الشديدة، وتمحيص الإيمان ليكونوا في الصف الأول من جيش الإمام المنتظر. هم الذين ستتحقق على أيديهم العدالة الإلهية في الأرض.


فلنتعلم من هذه النماذج الباسلة ونستلهم منهم الصبر والثبات على الحق، حتى نكون من جنود الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وننضم إلى صفوف هؤلاء الـ 313، فالأمل كبير بالله، والتاريخ مليء بالبطولات التي صنعها أولياء الله الصالحون.



الجزء القادم سيكون الكلام في 


فئات ودرجات الممحصون بالكلية والجزئية في زمن الإنتظار


انتظرونا...


بقلم 🖋️(الغريب) خادم مولاه

أظهر المزيد

 0 تعليقات sort   ترتيب حسب


التالي