الاختيار = المعاناة! | سماحة الشيخ بناهيان
الاختيار = المعاناة!
المدّة: 05:22
نص الفلم:
لقد زوّد اللهُ الإنسانَ بميزة وقال في كتابه: لقد خلقتك من أجل هذه الميزة! لقد جُعلتَ مخلوقاً اسمه "إنسان"، لا ملاك ولا حيوان. إنك المخلوق الوحيد القادر على الاختيار. أيها المخلوق المختار... أتنزعج لأنني خلقتك مُختاراً؟! أكنتَ تودّ أن تكون خروفاً؟! أي إنسان يعجبه أن يكون حيواناً؟ ليأكل وحسب! ثم يقول الأكول: أنا الذي أختار طعامي! فإن صبَبتُ له في إناءٍ سُمّاً مُهلكاً وفي إناءٍ طعاماً، فلا يعود للاختيار معنىً. سيقول: أتراني أحمق؟! واضح أنني سأتناول الطعام. إنه لا معنى هنا للاختيار! الاختيار هو عندما يُذيقُنا اللهُ التعاسة أمام "محبوبَين" فلا تختار هذا إلا وتضطر لترك ذاك! هذا أول المعاناة في حياة الإنسان.
لماذا المعاناة؟ لأنك إنسان مختار... مختار. المختار = المعاناة! أي.. حياته مشحونة بالآلام.
ـ فما أثر الإنسان نفسه؟
ـ أثرك هو الاختيار السليم... اختيار جيد واختيار سيئ، في كل مرة تختار أيّاً منهما ستدوس على إحدى رغباتك! ما إن تشتهي البوضة حتى يتوجّب عليك دفع المال. عندك مال وتقول: "أريد أن آكل ثلاثة أضعاف"، سيتحتم عليك التنازل عن صحتك. إن قلت: "آكُل ما يداوي هذا المرض"، وجب عليك التفريط بعقلك! فالأكول يصبح أحمق. يجب أن تقاسي بسببه. الاختيار = المعاناة! الاختيار = المعاناة! الاختيار = المعاناة! الاختيار = المعاناة!... أيها المخلوق المختار... يا من تحب إنسانيتك ولا تريد أن تكون حيواناً. لماذا المعاناة؟.. لأنه ثمة اختيار!
إننا في كل مرة نختار نقاسي ألماً وننال لذة، هذا إذا صَحَّ اختيارنا، فإن أخطأنا الاختيار، وظهرَت اليد (في لعبة المحيبِسْ) فارغة.. ساءَ بختُنا و..! خسرنا هنا أيضاً.
- لكن بعض الآلام، يا شيخ، لا نختارها نحن! هَبْ أنني أخطأتُ مَرّة.. أو أصبتُ فتركتُ لذة وتوجهتُ لأخرى، فعانيتُ لتَركي تلك الأولى.. لكن ليس كل معاناة في حياتنا هكذا! فقد ينزل البلاء من السماء.. فلا يكون الذنب ذنبنا..
كان عدد من أرحامنا في طريقهم في سيارة فعبرتْ شاحنة إلى جهتهم ودهسَت سيارتهم، فقُتل الجميع إلا ولداً صغيراً! لم يكن ذنب السائق، بل لم يكن أمامه مَفَرّ. ما شأن مثل هذه البلايا؟
- أتدري لِمَ يُنزِل الله هذه البلايا في الحياة؟ لتعلم أنك إن تتألّم لاختيارك السليم.. فاعلم أنه.. حتى إن لم يكن اختيارك سليماً فستجعلك الطبيعة والتقدير الإلهي تتعذّب أيضاً. لا تخَف من العذاب.. لا تخشَ المعاناة..
لو كان مصدر معاناتنا اختيارَنا السليم وحسب لما شئنا أبداً أن نختار بشكل سليم. يقول (الله): أنا أيضاً أعذّبك!.. لماذا المعاناة؟ لأنك إنسان مختار... مختار. المختار = المعاناة! أي.. حياته مشحونة بالآلام. عن أمير المؤمنين علي(ع) في الكتاب 31 من نهج البلاغة قوله: «إِلَى الْمَوْلُودِ الْمُؤَمِّلِ مَا لَا يُدْرَك»؛ أي: أكتُب إلى الحدَث الذي لن يبلغ آماله.
ـ فما أثر الإنسان نفسه؟
ـ أثرك هو الاختيار السليم... اختيار جيد واختيار سيئ، في كل مرة تختار أيّاً منهما ستدوس على إحدى رغباتك!
«لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَد»؛ أي في معاناة وآلام. لماذا؟ لأنه مخلوق مختار، فبعض معاناته ترجع لاختياراته، سواء السليمة أو غير السليمة؛ الاختيار السليم معاناتُه أقل، والاختيار غير السليم معاناتُه أكثر. الاختيار السليم معاناته القليلة في أوله.. ثم تأتي اللذة، أما الاختيار الخاطئ فمعاناته متأخّرة.. وأشَدّ.
شاهد الفلم في صفحاتنا التالية:
الموقع: http://arabic.bayanmanavi.ir/
الفيسبوك: https://www.facebook.com/PanahianArbic/
التلغرام: https://telegram.me/PanahianAR/
الانستقرام: https://www.instagram.com/PanahianAR/