Up next

العدالة أم المواساة؟ | سماحة الشيخ بناهيان

7 Views· 23/10/31
Panahian • العربیة
0

العدالة أم المواساة؟

المدّة: 06:18

نص الفلم:
رُوي عن الإمام الباقر(ع) في كتاب الكافي الشريف: «أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عليه صلوات المُصَلّين) سَمِعَ رَجُلاً يَقُول: إِنَّ الشَّحِيحَ أَعذَرُ مِنَ الظَّالِم‏»؛ يعني أنّ عُذرَ البخيل يُقبَل أكثر من الظالم، أي: الظالمُ أسوأ. فماذا أجابه أمير المؤمنين(ع)؟ «فَقَالَ لَهُ: كَذَبْتَ» أنتَ مخطئ! «إِنَّ الظَّالِمَ قَدْ يَتُوبُ وَيَسْتَغْفِرُ وَيَرُدُّ الظُّلَامَةَ عَلَى أَهْلِهَا»؛ أي من الممكن أن يتوب الظالم من ظُلمه ويكُفَّ عنه، ثم قد يُصلِح ما فعلَه. إنّه ظَلَم، ولأنَّ للظُلم آثاراً قد تدفع المرء إلى ارتكاب الخطأ فإنّ قُبحَه ليس بهذه الشدة، أما الشُحّ أو البخل، الذي تقوله، فقبحُه عظيم!
(قَصد الرجل) أقصى ما يفعله البخيل أنه يُمسك عن العطاء، وليس هذا بشيء، أما مَن ظَلَم وسَرَق فعمله أشنَع! هل استوعبتم يا أصدقائي ما يقوله أمير المؤمنين(ع)؟ هو لا يقصد: اتركوا الظالم، بل إنه يقصد، في الواقع، أن من السهل الإيقاع بالظالم، ومؤاخذته، ومن اليسير رفع الظُلم عن المجتمع. لكن ماذا عن الشُحّ والبخل؟ لماذا يقول أميرُ المؤمنين(ع) أنّ الشحَّ أسوأ؟
المجتمع الذي يكون جميع أفراده بخلاء سوف يعُمّ فيه من الظُلم الذي لا يمكن الوقوف ضده مما لا يستطيع أحدٌ منعَه، حتى علي بن أبي طالب عليه آلاف التحية والثناء! المجتمع الذي سُلِّم لأمير المؤمنين(ع) كان مجتمعاً طُبِّع أفرادُه على الشُحّ وجُعِلوا سُجناء البُخل وأذِلّاءَه. جاءهم أمير المؤمنين(ع)، وهو قمة العدالة، فلم ينصروه، وتركوه غريباً وحيداً. لقد مات غمّاً من ظُلم رعِيّته. خذوها مني: إنّ أعدلَ نظام حُكم، والذي يتخذ العدلَ منهاجاً وسطَ رعيّة تفشّت فيهم ثقافة الشُح في النفوس، لن ينجح! والنموذج هو حُكم علي بن أبي طالب(ع)؛ فقد كان ذروةَ العدالة، لكن بين أناس ابتُلوا بأنفُسٍ شُحّ! اقتلِع هذا البُخل ودَعْ صاحب الزمان(عج) يظهر ليقيم حُكمه العادل.
أنتم الآن أفراد خيمة أبي عبد الله الحسين(ع)، جئتم إلى معسكر الإمام صاحب العصر أرواحنا له الفداء. لقد أتيتَ إلى مَقَرّ عسكري والجيش، باعتقادنا، وحدة عكسرية تحت قيادة صاحب العصر والزمان(ع) ويجب أن تتلقَّى ما ينبغي أن يدرَّب عليه جنود الإمام المهدي(ع). أوَيُقال لجندي صاحب الزمان(ع): إِعدِل؟! بل يجب أن يقال له: لا يكُن طعامُك غير الخبز اليابس! أجاهزٌ أنت لهذا المشهد أم لا؟
أنا شخصياً لستُ أدّعي شيئاً. لقد طُلب إليَّ مراراً أن أرشّح، أن اتولّى منصباً هنا أو هناك.. بحجة أن الناس يعرفونني. قلتُ: أنا أؤمن أن على مَن يتولّى مسؤولية أن يكون في قمة الزهد، أكثر زُهداً بكثير من نواب برلماننا الحاليين الذين نتأمّل فيهم خيراً! وأنا لا أستطيع العيش بهذه الزهادة. وفقَ ما أسمعه من هنا وهناك عن حياة الإمامَين الخميني(ره) والخامنئي فإنهما يعيشان في منتهى الزهد. على المسؤولين التأسّي بهما. قل للمسؤول الذي يُفترَض أن يخدم الضعفاء: تعال أنت حالياً وانهج نهج المواساة في عيشك.. عِش حياةً أكثر زهداً ولننظُر ماذا يحصل؟ يبدو أن البعض كان أصَمّ حينما قلتُ في السنوات الماضية: أساساً مَن يتولّى مسؤولية لماذا يُمنَح راتباً إذا كان متمكّناً مالياً؟ ألَم يُخرِج أمير المؤمنين(ع) كيس مؤونته للناس مُخبراً إياهم أن هذا ليس من بيت المال، بل من مالي الخاص؟! إننا عندما نتجه صوب المواساة حتى في حدود تسلُّم الرواتب فإن أنواع السرقة - كتحصيل حاصل - ستنتهي هي الأخرى، وسيكون تطبيق العدالة، أي توفير الإمكانيات للجميع بالتساوي وبحسب القابليات، من المُسَلّمات.
فلا يبسط العدلَ في المجتمع إلا أصحاب المواساة وأهل الإيثار. لو أننا اجتنبنا البُخل لحدثت في حياتنا تطوّرات مُذهلة. ثم إنه حين يُنبَذ البُخل ويُدان في ثقافة المجتمع فلن يبقى للحيف والضيم موطئ قدَم على الإطلاق.


شاهد الفلم في صفحاتنا التالية:

الموقع: http://arabic.bayanmanavi.ir/

الفيسبوك: https://www.facebook.com/PanahianArbic/

التلغرام: https://telegram.me/PanahianAR/

الانستقرام: https://www.instagram.com/PanahianAR/

Show more

 0 Comments sort   Sort By


Up next