أستاذ الخطباء الملا عبدالله المبشر التاروتي البحراني توفي في 1974م- نواعي شجية
نبذة عن الملا عبد الله المبشر توفي في 1974م-
بقلم الشيخ محمد ابو زيد
يعتبر الخطيب الملا عبد الله المبشر من أشهر خطباء جزيرة تاروت تتلمذ في الخطابة على الملا علي افريحبن رحمه الله وتزوج ابنته وأنجب منها ابنتين هما كل ذريته وتوفيت زوجته في حياته ثم ثزوج أم علي أبو كامل وكان يسكن في حجرة ملاصقة لحسينية محمد علي في الديرة وهي حجرة متواضعة جدا ثلاثة أرباع مساحتها مخصصة لمكتبته والربع الباقي عبارة عن فراش متواضع ينام عليه وفيها أواني بسيطة وموقد (دافور) للطبخ وأكثر جلساته كانت في الحسينية حيث كان يقرأ فيها المجلس الصباحي الذي مازال مستمراً ولم ينقطع ابداً ويقرأ فيها الخطباء بدون مقابل ومنها بدأت مسيرة كل خطباء تاروت ومنهم الوالد والخطيب الكبير الاستاذ أبو أحمد الشيخ عبد الرسول البصارى والشيخ جمال الخباز والملا أحمد الوحيد والملا محمد العسكري والملا حسين الفضل وآخرين .
وظل الملا عبد الله المبشر يتعاهد هذه الحسينية المباركة يبدأ صباحه بالقرأة فيها ثم يؤتى بقرص من مخبز الحاج عيسى القطري رحمه الله يفطر عليه وبتناول القهوة التاروتية السوداء التي تعد له بمواصفات معينه ويشرب النارجيله وقد تشرف عدد من المؤمنين بخدمته يرافقونه الى أماكن قرأته ويطالعون له في الكتب وبتعلمون على يدبه منهم الحاج علي المحروس رحمه الله والأخ الملا عبد النبي خاتم وفي آخر أيامه التحق به الاخ عبد الله بن عيسى درويش أبو محمد صاحب مكتبة الدرويش كما كان يقوم على خدمته وملازمته الحاج علي القلاف أبو أحمد القلاف رحمهما الله وكان شدبد الحب للملا ويتفاني في خدمته ويجهز له قهوته احيانا ويشتري له أغراضه من السوق يوميا وضمنها القرص الذي يفطر عليه وهذه الحسينية كان يصلي فيها العلامة الحجة آية الله العظمى الشيخ عبد الله المعتوق رحمه الله صلاة الفجر يومياً كما كان الحجة الشيخ فرج العمران يرتادها يومياً للاستماع عندما يأتي إلي تاروت في جولاته التبليغية المعتادة الى كل مناطق القطيف وقراها حيث كان يقيم عدة أيام يقيم صلاة الجماعة في بعض مساجد الجزيرة مثل مسجد شيخ علي في الديرة ومسجد الشيخ فايز بأرض الجبل حيث يحل ضيفاً على بعض وجهائها كبيت التاروتي المرحوم الحاج علي بن إبراهيم التاروتي والملا عيسى بن عباس وغيرهم وكان يحرص على حضور الحسينية ويعجب بقرأة الملا عبد الله المبشر وقد ذكره في كتابه الأزهار الأرجيه واعتبره من الخطباء المتميزين وقال عنه انه تفوق على استاذه المذكور
عاش الملا عبد الله حياة الزاهدين حياة الكفاف والعفاف لم يكن يملك غير كتبه. فقط وقد توفي في وهو في طريقه لأداء العمرة الرجبيه عام ١٣٩٤هـ بسب مرض كان يعاوده بين وقت وآخر وعند وصوله الميقات في الطائف فاجأه هذا العارض وظل ينزف ونقل لمكة وتوفي قبل وصوله المستشفى ودفن في مقبرة الحجون او المعلا وأحدثت وفاته هزة كبيرة في جزيرة تاروت وفقد المنبر الحسيني بغيابه ركنا من اركانه وأستاذا بارزاً ومعلما ورائداً من رواد الخطابة حيث كانت مآتمه مشهودة وله جمهور خصوصاً في اليوم السابع من المحرم في يوم أبي الفضل العباس عليه السلام ، ويحدث الوالد حفظه الله أن شاهده في عالم الطيف بعد وفاته وسأله ماذا صنع لك الحسين عليه السلام فقال جأني أبو قربه يعني العباس عليه السلام وقد علق الوالد أن الحسين أرسل له أبا الفضل عليهما السلام
رحم الله استاذ خطباء جزيرة تاروت الملا عبد الله المبشر وهنيئا لك هذه العناية من ساداتك وهذا الجوار لأم المؤمنين وشيخ الأبطح فقد ورد من دفن في أحد الحرمين بعثه الله آمتاً يوم القيامة .