مهرجان الغدير الثقافي السنوي الثالث في الجامعة المستنصرية 2014/10/13
ضمن برنامجها التواصلي مع الجامعات والمؤسسات الأكاديمية العراقية وابتهاجاً بعيد الغدير الأغرّ، افتتحت العتبة العباسية المقدسة وبالتعاون مع الجامعة المستنصرية وضمن مشروع فتية الكفيل الوطني فعالياتِ مهرجان الغدير السنوي الثالث، وقد أُقيم حفلُ الافتتاح على قاعة شهيد المحراب في الجامعة المذكورة يوم الأثنين (18ذو الحجة 1435هـ) الموافق لـ(13تشرين الأوّل 2014م) والذي تستمرّ فعالياتُه لثلاثة أيام.
واستُهلّ حفل الافتتاح بآيات من الذكر الحكيم ثمّ النشيد الوطني العراقي، ونشيد العتبة العباسية المقدسة (لحن الإباء)، وشهد حضوراً وتفاعلاً واسعاً من قبل أساتذة وتدريسيّي الجامعة وطلّابها وعلى رأسهم رئيسها الأستاذ الدكتور فلاح حسن الأسدي، إضافةً لوفدٍ رفيع المستوى من العتبة العباسية المقدسة مثّله السيد نائب الأمين العام للعتبة المقدسة المهندس بشير محمد جاسم.
بعد ذلك ألقى الأستاذ الدكتور فلاح حسن الأسدي رئيس الجامعة المستنصرية كلمةً جاء فيها بعد تقديمه التهاني للحاضرين ولمحبّي وأتباع أهل البيت(عليهم السلام أجمعين) بمناسبة عيد الله الأكبر: "إنّنا نشكر ونثمّن الدور الذي تقوم به العتبة العباسية المقدسة في التواصل مع المؤسسات الأكاديمية، وكيف تعمل على استثمار المناسبات الدينية، حيث نقف اليوم لنستذكر يوم الغدير الأغرّ الذي أراد به الله عزّوجلّ ورسوله الكريم أن يثبّت لهذه الأمّة ولايةً مستمرةً الى يوم الدين، ففي مثل هذا اليوم هناك منظومة قيمية أرادت الإرادة الإلهية أن تثبّتها في مسير هذه الأمة، أولى هذه المنظومة القيمية هو أن تحدّد لهذه الأمة ولايتها وإمامتها بعد رحيل نبيّها العظيم(صلّى الله عليه وآله) ولذلك جاء يومُ الغدير ليثبّت هذه الولاية بالنصّ وما كان لرفع الأيادي آنذاك إلّا إشارة لتثبيت هذه الولاية وإلزامها في عنق الأمة وهذه أولى القيم التي كان يهدف من ورائها رسول الله لتثبيت هذه الولاية".
لتأتي بعدها كلمة الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة والتي ألقاها نائب الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة المهندس بشير محمد جاسم، والتي بيّن فيها أيضاً بعد تقديم التبريكات بمناسبة هذا اليوم العظيم عيد الله الأكبر يوم الغدير: "عندما استقرّ الإسلام وانتهت الجاهلية، قال الرسول(صلّى الله عليه وآله) لمجموعة من المسلمين: الآن انتهينا من الجهاد الأصغر والآن سنبدأ بالجهاد الأكبر، فقالوا: كيف يا رسول الله وقد قتلت رجالنا ورمّلت نساؤنا، قال: نعم هذا جهاد القتال وجهاد النفس هو أعظم الجهاد، جهاد القتال ممكن أن يُشحذ بالهمم، ولكن جهاد النفس للطاعات -كيف يُطاع الله- والابتعاد عن المحرمات، ففي هذا اليوم -يوم الغدير- بويع الإمام(عليه السلام) ليُكمل من حيث انتهى اليه الرسول(صلّى الله عليه وآله) الرسول منصّبٌ من الباري عزّوجلّ، في الدين الإسلامي هذا اليوم عند الملائكة وفي السماء هو يوم بهيج وعظيم، فهو يوم الإجلاء الأعظم وستكون الأمة فيه على مفترق طرق ما بين اتّباع الحقّ أو اتّباع الباطل، من اتّخذ من كلام الرسول منهجاً واتّبعه فهو من الفرقة الناجية وهنا الجهاد الأكبر".
وأضاف: "هذا اليوم هو يوم اختبارٍ عظيم للأمة بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله)، حقيقةً كلّنا نعي ونفهم ما مرّ علينا في الأزمنة الغابرة، فشلت الأمة في هذا الاختبار وانجرّت الى نتائج هذا الفشل حتى يومنا هذا بسبب عدم اتّباع وصية رسول الله(صلّى الله عليه وآله) بوصايته لأمير المؤمنين، حقيقةً هذا اليوم يُفترض على كلّ من ينظر الى هذا اليوم أنّه يوم عيد فلينظر الى نفسه وليعتبره نقطةً في حياته، وليبدأ منه كلّ عام بدايةً جديدة، وهذا اليوم لا يجب أن يمرّ علينا مرور الكرام، المطلوب أن نلتزم بوصايا أمير المؤمنين(عليه السلام) ونتّخذ من حياته ومنهجه وسلوكه منهجاً تربوياً لنا وكذلك الى أبنائنا الطلبة ليكونوا قدوةً حسنة لغيرهم في حياتهم".
بعدها قام الباحث الإسلامي الدكتور سالم جاري بقراءة بحثٍ عن المناسبة تحت عنوان: (عيد الغدير والحفاظ على الشريعة).
عُرض بعدها فلمٌ وثائقي عن صناعة الشباك الجديد لأبي الفضل العباس(عليه السلام) والذي تقوم بصناعته كوادر العتبة العباسية المقدسة في مصنع شبابيك الأضرحة والمزارات الشريفة التابع لها، ليُختتم الحفلُ بتوزيع الهدايا والشهادات التقديرية للطرفين: (العتبة العباسية المقدسة – الجامعة المستنصرية).
بعدها توجّه الحاضرون لافتتاح معرض الكتاب الذي شاركت فيه كلٌّ من (العتبة الحسينية المقدسة والعتبة الكاظمية المقدسة والعتبة العباسة المقدسة إضافةً لأمانة مسجد الكوفة المعظم) وتضمنت نتاجاتها الفكرية والأدبية لتكون في متناول طلبة الجامعة ومرتادي المعرض. وشمل المهرجان إقامة فعالية مهارات الإسعافات الأولية (CPR) لقسم التنمية البشرية في العتبة العباسية المقدسة وضمن فعاليات المهرجان المسائية، شهد ملعبُ الجامعة المستنصرية إقامة مباراة بكرة القدم بين فريقي العتبة العباسية المقدسة والجامعة المستنصرية، أعقبها توزيع الهدايا التقديرية للاعبين من الطرفين.