محبة الله (٨) - أفضل نِعم الجنّة - الشيخ مصباح اليزدي
عن علي بن الحسين عليه السلام قال: إذا صار أهل الجنة في الجنة و دخل ولى الله إلى جناته ومساكنه واتكأ كل مؤمن [منهم] على أريكته حفته خدامه وتهدلت (4) عليه الثمار وتفجرت حوله العيون، وجرت من تحته الأنهار، وبسطت له الزرابي وصففت له النمارق (5) وأتته الخدام بما شائت شهوته من قبل ان يسئلهم ذلك، قال: ويخرج عليهم الحور العين من الجنان فيمكثون بذلك ما شاء الله، ثم إن الجبار يشرف عليهم فيقول لهم: أوليائي وأهل طاعتي وسكان جنتي في جواري ألا هل أنبئكم بخير مما أنتم فيه! فيقولون: ربنا وأي شئ خير مما نحن فيه [نحن] فيما اشتهت أنفسنا ولذت أعيينا من النعم في جوار الكريم، قال: فيعود عليهم لقول، فيقولون: ربنا نعم، فأتنا بخير مما نحن فيه، فيقول لهم تبارك وتعالى:
رضاي عنكم ومحبتي لكم خير وأعظم مما أنتم فيه، قال: فيقولون: نعم يا ربنا رضاك عنا ومحبتك لنا خير لنا وأطيب لأنفسنا، ثم قرأ علي بن الحسين عليه السلام هذه الآية (وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبه في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم)
(4) تهدلت الثمرة: تدلت أي تعلقت واسترسلت.
(5) الزرابي - بتشديد الياء - جمع الزربية: البساط ذو الخمل. وروى عن المؤرج أنه قال في قوله تعالى (وزرابي مبثوثة) قال زرابي النبت: إذا اصفر واحمر وفيه خضرة، وقد ازرب، فلما رأوا الألوان في البسط والفرش شبهوها بزرابي النبت. والنمارق:
الوسائد واحدتها النمرقة بكسر النون وفتحها.