ما قاله المرجع الشيرازي في الشيخ عباس راستي البحراني عقيب استشهاده
اعتقل الشهيد السعيد الشاب الشيخ عباس من قبل نظام آل خليفة في العشرين من صفر سنة 1400 هـ في ذكرى اربعين الحسين ع بعد قرائته الحسينية.وتعرض في السجن الى ابشع انواع التعذيب والتجويع .
ويكفي شهيدنا فخراً أنّه عندما خيّر بين البقاء في السجن أو التعهد بعدم ارتقاء المنبر الحسيني ـ في أيّ مأتم ـ رفض هذا العرض وفضّل البقاء في السجن والصمود في موقفه الحقّ واختار حياة السجن والعذاب على حياة الذلّ والمهانة، ملبياً ومنادياً بنداء أبي الأحرار (عليه السلام)«هيهات منّا الذلة»، والاستقامة في حركة الصراع هي مركز مهمٌ جدّاً في الانتصار والوصول وحتى بقاء الذكر، والمذبذب في الحياة ليس فقط أنّه لايصل بل يُعدم من ذوات النفوس الصامدة من ذكره لأنّه لا ذكر له في مرتكز الواقع المراد وإن كان جسداً يمشي له خوار، والخطيب الذي ينتسب الى أقوى منعطفات التأريخ الصالح يجب عليه أن يكون راية عالية خفّاقة في الوقوف ضدّ الجناة والطغاة والبغاة والدجلة، وهذا شرف نال بعض محاسنه شيخنا الراستي(رحمه الله).
الهجرة :
هجّر الى إيران في الرابع من شوال 1401 هـ.وقد كان مثقلا بمظاهر التعذيب التي بانت على جسده الشريف .
الشهادة:
استشهد في الثالث من شعبان سنة 1404 هـ يوم ميلاد الحسين ع وهو عاشق الحسين ع المصادف 1984/05/05 ميلادي .
وكان له من العمر سبعة وعشرون سنة .
وكانت الشهادة بسسب التعذيب القاسي في سجون حكام البحرين حيث قضى فيها تسعة اشهر وهو الذي سبب له في ايجاد مرض السرطان في معدته وبعد الإفراج عنه أسقطت جنسيته مباشرة ليهجر بلا فاصلة -كما هجر العديد- قسرا إلى ايران عبر الباخرة إلى بو شهر في صورة لا تحمل شيئا من الانسانية حيث كان تهجيره بلباس السروال و الفانيله ولم يكن معه أي شيء من أغراض السفر، وكان ذلك العمل عبارة عن قتل بطيء له حتى يتبرأ من دمه بعدها، حتى وافاه الآجل في طهران عاصمة ايران بعد ان عاش في ايران ثلاث سنوات من الغربة والمرض .
محل الدفن :
دفن في مدينة قم المقدسة في مقبرة البقيع التي تقع قرب مسجد صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف في منطقة جمكران . بعد ان اقيم له موكب تشييع مهيب انطلق من حسينية دار الحسين عليه السلام متوجها الى ضريح السيدة فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفر عليهم السلام ، وحضره جمع غفير من العلماء والفضلاء وعامة الناس من محبي الشهيد الفقيد .
واقيمت عليه صلاة الميت بإمامة سماحة المرجع الديني آية الله السيد صادق الشيرازي .
ويؤم قبره الشريف محبيه واخوته والسائرين على دربه وتقام له مجالس العزاء سنويا تخليدا لذكراه المبارك .