التالي

كيف يقع العذاب على الوجه في قوله تعالى

2 المشاهدات· 24/08/25
Sara Kasir official | سارة قصير
0
في آخر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... تقبل الله اعمالكم .
لا اعتقد ان كلمة رمضان مبارك سليمة , الكلمة السليمة والأدق هو ان نقول انت مبارك في رمضان جعلك الله من المباركين في شهر رمضان جعل الله رمضانك مباركا بجهدك .. اما ان رمضان مبارك فهذا ما يسمى بتحصيل الحاصل كما لو ان شخص يمشي تحت الشمس وتقول له الشمس طالعة فإنك لم تضف عليه شيئا هكذا عندما اقول لك رمضان مبارك فان هذا اخبار عن شيء واضح .
بالنسبة الى هذه الآية هذه الآية من اقرب الآيات الموعظية الى القلب وكلما قرأتها تخيلت حالي في تلك المرحلة وتلك العرصة .
بداية تعالوا نتأمل بالمفردات "وجوه يومئذ خاشعة" جاءت كلمة [وجوه] على صيغة النكرة بيانا انها كثيرة وبنفس الوقت مجهولة ما قال الله تلك الوجوه او الوجوه بل قال وجوه اي هناك وجوه كثيرة ستكون بهذه الحالة المريرة .
ثم قال [خاشعة] الخشوع خشعتان خشعت الذل وخشعت المعرفة خشعت المعرفة هي تلك الخاشعة التي تكون في القلب ولكن خشعت الذل هي تلك التي تتبين في الوجه الغريب انه قال وجوه يومئذ خاشعة مع ان الخشوع للقلب لماذا يا ترى قال ذلك لان هؤلاء فرغت قلوبهم من الخشوع في الدنيا فتحولت خشعت الذل في الاخرة على وجوههم .
وهذه اشارة لنا جميعا اذا اراد الانسان ان لا يخشع وجهه خشعت الذل في القيامة عليه ان يخشع قلبه خشعت المعرفة في الدنيا .
ثم قال [عاملة] وهذا من ادق التعابير وابلغها هي الكلمة الادق معمولة يعني معمول عليها يعني شلون واحد وجه معمول عليه يعني متعب بين علي التعب الشخص عندما يعمل يتبين اول ما يتبين التعب في وجهه في جفون عيونه في حدقات عينه في وجنتيه في ذبول شفافه والقرآن يريد ان يبين لنا ان وضعهم يوم القيامة كوجه ذلك الانسان الذي عمل كثيرا .
وهي بالحقيقة وجوه يومئذ معمول عليها معمول من القهر والخوف والقلق والحسرة والى ما شاكل .
[ناصبة] بيان ادق لعاملة اي ان النصب بين عليها وهنا اشارة بليغة ما قال بين عليها النصب او عليها نصب بل قال هي صارت نصب بمعنى اندكت في النصب وبين عليها النصب فصارت كأنها نصب .
ثم هذا الضمير المبهم في كلمة [تصلى] واويلاه واويلاه يعود على الوجوه وهذا اشد المً وذلة للانسان .
حقيقة يعجز العقل والقلب والفكر والقلم ان يتصور كيف يصب العذاب على الوجه كل منطقة في الانسان حساسة بالنسبة الى النار لكن الوجه مسألة خاصة فيها نار معنوية قبل ان تكون مادية وفي عذاب النار للوجه عذابان عذاب معنوي وعذاب مادي .
اما وجوه يومئذ "ناعمة" اشارة الى ماذا الى وجوه يومئذ عاملة يبين عليها الراحة يبين عليها الطمأنينة يبين علينا السكينة كانها لم تتعب كأنها لم تصب كانها لم يمر عليها اي جهد في الحياة الدنيا .
وهذا الذي يقول عنه القرآن ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون في آية اخرى لانفسهم يمهدون وكذا كلوا واشربوا هنيئا لكم بما اسلفتم بالايام الخالية اذن ايضا اشارة في قبال تلك الاشارة ناعمة في قبال عاملة لسعيها راضية ولسوف يعطيك ربك فترضى كل البشر الذين يرتبطون بالله في يوم القيامة سيرضون عن الله لانهم سيرون نتيجة سعيهم والعطاء الكبير الذي يحصلون عليه .
وهذه فيها لفتة جدا دقيقة وعميقة لنتأمل بها هذه العبارة تشير الى امر قد يخطر على بال البعض قد يقول البعض يوم القيامة لقد تعبنا في الدنيا حوربنا لقد تأذينا لقد ابتلينا لقد افتقرنا فقد تغربنا .
مر علينا ما من نصب وتعب في الدنيا وآذتنا الناس و ظلمتنا النار , لماذا ؟ لأننا نسعى الى الله جل وعلا .
يوم القيامة لن يتندم هؤلاء ابدا بل سيرضون عن سعيهم في عالم الدنيا .. يقولون الحمد لله ذلك السعي لم يذهب هباء , فكأنها اشارة تطمينية الى قلوبهم في اخرة ذلك العالم .
وهذه نفس العبارة التي يقولها المؤمنون عندما يدخلون النعيم فيقولون يا ليت قومي يعلمون .
ثم قال في جنة عالية "عالية" بالقياس الى النار وعالية بالقياس الى الطموح وعالية بالقياس الى الدنيا وعالية بالقياس الى القرب الالهي هذه العلوات الاربعة .
اذن يا حبيبي هذا الوصف وصف للوجوه في عالم الآخرة وليس في عالم الدنيا يعني اعكس هذه المضامين كلها فمثلا وجوه يومئذ خاشعة ليش لانها لم تكن في الدنيا خاشعة ووجوه يومئذ ناصبة لانها لم يصبها النصب في الدنيا ووجوه يومئذ عاملة ليش لانها لم تكن في الدنيا عاملة ووجوه يومئذ ناعمة ليش لانها لم تكن في الدنيا ناعمة بل كانت عاملة .

أظهر المزيد

 0 تعليقات sort   ترتيب حسب


التالي