قراءة كتاب البرهان في تفسير القران للسيد هاشم البحراني ج1 ص70 ص71
قراءة كتاب البرهان في تفسير القران للسيد هاشم البحراني ج1 ص70 - ص71
13- باب في العلة التي من أجلها أتى القرآن باللسان العربي،
و أن المعجزة في نظمه،و لم صار جديدا على مر الأزمان؟
1- مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ:عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ،عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّيَّارِيِّ،عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ الْبَغْدَادِيِّ،قَالَ:قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ لِأَبِي الْحَسَنِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ): لِمَاذَا بَعَثَ اللَّهُ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ بِالْعَصَا وَ بِيَدِهِ الْبَيْضَاءِ وَ آلَةِ السِّحْرِ،وَ بَعَثَ عِيسَى بِآلَةِ الطِّبِّ،وَ بَعَثَ مُحَمَّداً(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ عَلَى جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ)بِالْكَلاَمِ وَ الْخُطَبِ؟ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):«لَمَّا بَعَثَ اللَّهُ مُوسَى كَانَ الْغَالِبُ عَلَى أَهْلِ عَصْرِهِ السِّحْرَ،فَأَتَاهُمْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ بِمَا لَمْ يَكُنْ فِي وُسْعِهِمْ،وَ مَا أَبْطَلَ بِهِ سِحْرَهُمْ،وَ مَا أَثْبَتَ بِهِ الْحُجَّةَ عَلَيْهِمْ.وَ إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ عِيسَى فِي وَقْتٍ قَدْ ظَهَرَتْ فِيهِ الزَّمَانَاتُ، وَ احْتَاجَ النَّاسُ إِلَى الطِّبِّ،فَأَتَاهُمْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ بِمَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ مِثْلُهُ،وَ بِمَا أَحْيَا لَهُمُ الْمَوْتَى،وَ أَبْرَأَ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ بِإِذْنِ اللَّهِ،وَ أَثْبَتَ بِهِ الْحُجَّةَ عَلَيْهِمْ.وَ إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّداً(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)فِي وَقْتٍ كَانَ الْغَالِبُ عَلَى عَصْرِهِ الْخُطَبَ وَ الْكَلاَمَ-وَ أَظُنُّهُ قَالَ:اَلشِّعْرَ-فَأَتَاهُمْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مِنْ مَوَاعِظِهِ وَ حِكَمِهِ مَا أَبْطَلَ بِهِ قَوْلَهُمْ وَ أَثْبَتَ بِهِ الْحُجَّةَ عَلَيْهِمْ».
قَالَ:فَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ:تَاللَّهِ،مَا رَأَيْتُ مِثْلَكَ قَطُّ،فَمَا الْحُجَّةُ عَلَى الْخَلْقِ الْيَوْمَ؟ قَالَ:فَقَالَ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):«الْعَقْلُ،يُعْرَفُ بِهِ الصَّادِقُ عَلَى اللَّهِ فَيُصَدِّقُهُ،وَ الْكَاذِبُ عَلَى اللَّهِ فَيُكَذِّبُهُ».
قَالَ:فَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ:هَذَا-وَ اللَّهِ-هُوَ الْجَوَابُ.
2- مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَابَوَيْهِ،قَالَ:حَدَّثَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَيْهَقِيُّ،قَالَ:حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الصَّوْلِيُّ،قَالَ:حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ،قَالَ:حَدَّثَنِي أَبِي،قَالَ: ذَكَرَ الرِّضَا(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)يَوْماً الْقُرْآنَ فَعَظَّمَ الْحُجَّةَ فِيهِ وَ الْآيَةَ وَ الْمُعْجِزَةَ فِي نَظْمِهِ،فَقَالَ:«هُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ،وَ عُرْوَتُهُ الْوُثْقَى،وَ طَرِيقَتُهُ الْمُثْلَى، الْمُؤَدِّي إِلَى الْجَنَّةِ،وَ الْمُنْجِي مِنَ النَّارِ،لاَ يَخْلَقُ عَلَى الْأَزْمِنَةِ،وَ لاَ يَغِثُّ عَلَى الْأَلْسِنَةِ،لِأَنَّهُ لَمْ يُجْعَلْ لِزَمَانٍ دُونَ زَمَانٍ،بَلْ جُعِلَ دَلِيلَ الْبُرْهَانِ،وَ الْحُجَّةَ عَلَى كُلِّ إِنْسَانٍ لاٰ يَأْتِيهِ الْبٰاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لاٰ مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ».
3- وَ عَنْهُ،قَالَ:حَدَّثَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَيْهَقِيُّ،قَالَ:حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الصَّوْلِيُّ،قَالَ:حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو ذَكْوَانَ،قَالَ:سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْعَبَّاسِ يُحَدِّثُ عَنِ الرِّضَا(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)، عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ) ،إِنَّ رَجُلاً سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ):مَا بَالُ الْقُرْآنِ لاَ يَزْدَادُ عِنْدَ النَّشْرِ وَ الدَّرْسِ إِلاَّ غَضَاضَةً ؟ فَقَالَ:«لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَجْعَلْهُ لِزَمَانٍ دُونَ زَمَانٍ،وَ لاَ لِنَاسٍ دُونَ نَاسٍ،فَهُوَ فِي كُلِّ زَمَانٍ جَدِيدٌ،وَ عِنْدَ كُلِّ قَوْمٍ غَضٌّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».