قراءة كتاب البرهان في تفسير القران للسيد هاشم البحراني ج1 ص152 ص157
قراءة كتاب البرهان في تفسير القران للسيد هاشم البحراني ج1
ص152 - ص157
قوله تعالى:
وَ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمّٰا نَزَّلْنٰا عَلىٰ عَبْدِنٰا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَ ادْعُوا شُهَدٰاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللّٰهِ إِنْ كُنْتُمْ صٰادِقِينَ[23] فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَ لَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النّٰارَ الَّتِي وَقُودُهَا النّٰاسُ وَ الْحِجٰارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكٰافِرِينَ[24] وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنّٰاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهٰارُ كُلَّمٰا رُزِقُوا مِنْهٰا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قٰالُوا هٰذَا الَّذِي رُزِقْنٰا مِنْ قَبْلُ وَ أُتُوا بِهِ مُتَشٰابِهاً وَ لَهُمْ فِيهٰا أَزْوٰاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَ هُمْ فِيهٰا خٰالِدُونَ[25]
1- قَالَ الْعَالِمُ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ): «فَلَمَّا ضَرَبَ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلْكَافِرِينَ الْمُجَاهِرِينَ ،الدَّافِعِينَ لِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)،وَ النَّاصِبِينَ الْمُنَافِقِينَ لِرَسُولِ اللَّهِ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)،الدَّافِعِينَ لِمَا قَالَهُ مُحَمَّدٌ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)فِي أَخِيهِ عَلِيٍّ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)،وَ الدَّافِعِينَ أَنْ يَكُونَ مَا قَالَهُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى،وَ هِيَ آيَاتُ مُحَمَّدٍ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)وَ مُعْجِزَاتُهُ لِمُحَمَّدٍ، مُضَافَةً إِلَى آيَاتِهِ الَّتِي بَيَّنَهَا لِعَلِيٍّ(عَلَيْهِ السَّلاَمُ)فِي مَكَّةَ وَ الْمَدِينَةِ،وَ لَمْ يَزْدَادُوا إِلاَّ عُتُوّاً وَ طُغْيَاناً.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمّٰا نَزَّلْنٰا عَلىٰ عَبْدِنٰا حَتَّى تَجْحَدُوا أَنْ يَكُونَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ،وَ أَنْ يَكُونَ هَذَا الْمُنَزَّلُ عَلَيْهِ كَلاَمِي،مَعَ إِظْهَارِي عَلَيْهِ بِمَكَّةَ الْآيَاتِ الْبَاهِرَاتِ،كَالْغَمَامَةِ الَّتِي يُتَظَلَّلُ بِهَا فِي أَسْفَارِهِ، وَ الْجَمَادَاتِ الَّتِي كَانَتْ تُسَلِّمُ عَلَيْهِ مِنَ الْجِبَالِ،وَ الصُّخُورِ،وَ الْأَحْجَارِ،وَ الْأَشْجَارِ،وَ كَدِفَاعِهِ قَاصِدِيهِ بِالْقَتْلِ عَنْهُ، وَ قَتْلِهِ إِيَّاهُمْ،وَ كَالشَّجَرَتَيْنِ الْمُتَبَاعِدَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَلاَصَقَتَا فَقَعَدَ خَلْفَهُمَا لِحَاجَتِهِ،ثُمَّ تَرَاجَعَتَا إِلَى مَكَانَيْهِمَا كَمَا كَانَتَا، وَ كَدُعَائِهِ الشَّجَرَةَ فَجَاءَتْهُ مُجِيبَةً خَاضِعَةً ذَلِيلَةً،ثُمَّ أَمْرِهِ لَهَا بِالرُّجُوعِ فَرَجَعَتْ سَامِعَةً مُطِيعَةً.
فَأْتُوا يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ وَ الْيَهُودِ،وَ يَا مَعْشَرَ النَّوَاصِبِ الْمُنْتَحِلِينَ الْإِسْلاَمَ،الَّذِينَ هُمْ مِنْهُ بُرَآءُ،وَ يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ الْفُصَحَاءِ،الْبُلَغَاءِ،ذَوِي الْأَلْسُنِ بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ
مِنْ مِثْلِ مُحَمَّدٍ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)،مِثْلِ رَجُلٍ مِنْكُمْ لاَ يَقْرَأُ وَ لاَ يَكْتُبُ،وَ لَمْ يَدْرُسْ كِتَاباً،وَ لاَ اخْتَلَفَ إِلَى عَالِمٍ،وَ لاَ تَعَلَّمَ مِنْ أَحَدٍ،وَ أَنْتُمْ تَعْرِفُونَهُ فِي أَسْفَارِهِ وَ حَضَرِهِ،بَقِيَ كَذَلِكَ أَرْبَعِينَ سَنَةً،ثُمَّ أُوتِيَ جَوَامِعَ الْعِلْمِ حَتَّى عَلَّمَ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ.
فَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنْ هَذِهِ الْآيَاتِ،فَأْتُوا مِنْ مِثْلِ هَذَا الرَّجُلِ بِمِثْلِ هَذَا الْكَلاَمِ،لِيَتَبَيَّنَ أَنَّهُ كَاذِبٌ كَمَا تَزْعُمُونَ، لِأَنَّ كُلَّ مَا كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ فَسَيُوجَدُ لَهُ نَظِيرٌ فِي سَائِرِ خَلْقِ اللَّهِ.