Up next

سلسلة من علوم القرآن | سلامة القرآن من التحريف 08

3 Views· 24/02/02
صوت الهدى
صوت الهدى
2 Subscribers
2

سلامة القرآن من التحريف
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾. وهذه الآية الشريفة تدلّ دلالة تامّة على سلامة القرآن الكريم، وأنه محفوظ من التغيير والتحريف اللفظي، والمراد من حفظه صيانته من التلاعب والتغيير والضياع، ولا شك أن مثل هذا الحفظ لا يصحّ إلاّ مع بقائه بمتناول أيدي البشر عامة الذين نزل لهدايتهم. ولا يصحّ إطلاق مثل هذا الحفظ على بقائه بأيدي جماعة خاصة مع عدم إمكان وصول الناس إليه.
هذا وقد وردت روايات عديدة تقتضي سلامة القرآن وحفظه من أيدي التحريف، منها روايات التي تأمر بعرض الأخبار على كتاب الله تعالى بهدف تمييز الروايات الصحيحة عن الموضوعة، فهو بمثابة الميزان لقياس الصحيح منها من الفاسد، فإذا فُرض أن القرآن الكريم محرّفاً فكيف يصحّ الأمر بالعرض عليه؟ وكيف يتمّ جعله مقياساً لذلك؟! إذاً لا بد أن يكون المقياس وهو القرآن الكريم سالماً من أيّ تحريف حتى يصحّ العرض عليه.
ومن الروايات التي تقتضي سلامة القرآن من التحريف الرواية المتواترة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي تأمر بالتمسّك بالثّقلين وما في معناها من الروايات الآمرة بالتمسّك بالقرآن، واتخاذه إماماً، والتي تصفه بأنه نور وهداية وناصح، وأنه لا عوج فيه، وأنه عصمة للمتمسّك به، ونجاة للمتعلّق به وأمثال ذلك.
كذلك فإن القرآن الكريم متواتر حفظاً وتدويناً، فعلى صعيد التدوين، معلومٌ أنّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم استخدم في كتابة الوحي عشرات الكُتّاب وانتشر التدوين بصورة واسعة جداً، وعلى صعيد الحفّاظ فقد كان عددهم بالمئات بل الألوف، وقد استمرّ هذا التواتر في كل الأجيال وجميع العصور حتى يومنا هذا.

Show more

 0 Comments sort   Sort By


Up next