التالي

الوثائقي | تسفيرات زمن صدام و الخلاف بين السيد الخوئي والسيد الخميني

23 المشاهدات· 23/03/31
مجموعة الصراط
0

الموضوع ممكن يتسع، بأختصار: نحن أقوام قلما تحوي قلوبنا الرحمة والشفقة، وسوف اسلط الضوء في مقالي هذا على الظلم الذي لحق بشريحة مهمة من المجتمع العراقي، وهم العراقيون ذوي الاصول الفارسية (التبعية الايرانية).

أنا متأكد من أن فينا ومنا اناس يفرحون لظلم هذه الشريحة، لا لسبب، إلا لكونهم من اصول فارسية! وإن هذه الظاهرة موجودة في كل المجتمعات العربية والاسلامية، او ما يشابهها، مثلا يُكرَهْ الانسان على اساس مذهبه، او عرقه، أو لونه، أو إتجاهه، ومثال على ذلك، يُكره لان اصله فارسي، او كردي، او امازيغي، او عربي، أو شيعي، أو سلفي، أو زيدي، أو سني، أو لا ديني، أو سحنته داكنة…الخ، وقبل أن أخوض في عمق الموضوع لا بد من أن اوضح كيف أوجدت هذه الشريحة في المجتمع العراقي (التبعية الايرانية)؟

عزيزي القارىء، المدائن كانت عاصمة “كسرى” ملك الفرس، وهي تقع في بغدادَ، و”بغداد” اسم اعجمي وليس عربي، حتى في علم الصرف لا يُصرّف، لانه اسم عجمة، والعراق يمتلك حدود مع ايران من شماله حتى آخر نقطة من جنوبه، اي حوالي الف وأربعمائة وخمسون كيلومتر، وعقلية الايرانيين، ليس أعرابية بدوية، فهم لا مانع عندهم من تزويج بناتهم للاجنبي، على العكس من بعض الشعب العراقي، الذي يتمتع بعقلية بدوية تمنعه من تزويج بناته للاجنبي، استنكافاً وإستكباراً (أنا أزوج بنتي لشخص فيه رِسْ العِجمَة؟؟ مستحيل!!!) لذلك تزوج كثير من العراقين بالايرانيات، خاصة وهن يتمتعن بالجمال، وفنانات في تدبير الشؤون المنزلية، هذا حصل على مدى التاريخ، واختلطت دماؤهم بدمائنا، فمن الطبيعي تجد عندنا في العراق عوائل لها اصول فارسية، وعدد هذه العوائل ليس قليلاً، ومنهم ظهر علماء أجلاء، وأساتذة في الجامعات والمدارس، وكتاب، وشعراء، ومغنون، وموظفون كبار، وتجار كبار، وحرفيون مهرة خاصة في البناء، والميكانيك (تصليح السيارات) والخياطة، وصناعة الخبز والمعجنات، والحلويات، وغيرها من الحرف المهمة، هم عراقيون اباً عن جد بالولادة، ولا يمكن لاحد ان يشك بوطنيتهم، وأحدهم شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري الذي يذوب وجدا وحبا بوطنه العراق، وشعره يؤكد ذلك:

يا دجلة الخير يا نبعا افارقه على الكراهةِ بين الحين والحين
إني وردتُ عيون الماء صافيةً نبعاً فنبعاً فما كانت لترويني

أيضاً، كانت الدولة العثمانية تجند العراقيين إلزامياً في جيشها (الجندرمة)ً على اعتبارهم رعاياها، والامبراطورية العثمانية كانت كبيرة ومترامية الاطراف، وكان العراقيون لا يرجعون الى الوطن عندما يجندون في الجيش التركي العثماني، يستخدمونهم في حروبهم التوسعية في البلدان البعيدة، ويضيع خبرهم فيما بعد، لذلك التجأ العراقيون الى السفارة الايرانية لتجنيسهم بالجنسية الايرانية مقابل ثمن مالي دفعوه لهذا الغرض، كي يتخلصوا من التجنيد الإلزامي، ومن هنا برزت في النسيج العراقي مجموعة جديدة تحمل الجنسية الايرانية، في حين هم عراقيون أباً عن جد! نفس الشيء عمل العراقيون من الكرد الفيلية بالتجنس بالجنسية الايرانية، تخلصا من التجنيد الإلزامي، وكذلك التخلص من ظلم الدولة العثمانية لهم، على أعتبارهم “شيعة” هؤلاء الكرد الفيليين والعرب كتبت على وثائقهم التي تحدد هويتهم، عبارة تبعية ايرانية! في حين هم عراقيون أبا عن جد، لكن النظام الصدامي استغل سجلاتهم العثمانية القديمة، على اعتبارهم تبعية ايرانية، وقام بمصادرة هوياتهم العراقية، ومصادرة اموالهم المنقولة وغير المنقولة، ورماهم على الحدود الايرانية!

أظهر المزيد

 0 تعليقات sort   ترتيب حسب


التالي