الكلمة العاشورائية للشيخ عبدالعزيز المزراق- الليلة الخامسة - 1445/01/05 هـ

. 🎋 الكلمة العاشورائية 🌱


📝 الموضوع : صفات يحبها الامام في شيعته (ق٤)
▫️ المداراة
الجزء الاول : كيفية المداراة و وسائلها
🗓 التاريخ : ٤ محرم ١٤٤٥ه‍ /٢٣ يوليو ٢٠٢٣م
🕌 المكان : الحسينية المهدية - ع -
🎙 المتحدث : الشيخ عبد العزيز المزراق


🏷️ الملخص :


المراد من المداراة
المداراة لغة من الدرأ وهو الدفع، ومنه قوله تعالى:(وَ يَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ.) والحديث "ادرأوا الحدود بالشبهات"
فهي: درء الشر المفسد بالقول اللين وترك الغلظة، والإعراض عن الشرير إذا خيف شره، أو حصل منه ضرر أكبر مما هو متلبس به. وبالسكوت عن بعض المخالفات بقصد التصدي لها في وقت أنسب على أن لا يكون هذا السكوت مضراً بدين الشخص.


كيفية المداراة
أساس المداراة هو أن تتخذ وسيلة لدفع الاساءة و لا يتحصل ذلك بدفعها باساءة مثلها بل بما يقابلها من الإحسان قال تعالی: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ‌). وقال الامام علي عليه السّلام: «عاتب أخاك بالإحسان اليه و اردد شرّه بالانعام عليه»


وسائل المداراة
▫️ الوسيلة الاولى : القول اللين
وهو الكلام الطيب اللطيف الخالي من الخشونة و القسوة وعبر عنه في القرآن الكريم ب(الحسنة)
ومن مصاديق القول اللين مخاطبة الشخص بكنيته، قال الامام الكاظم في تفسير القول اللين من قوله تعالى «اذْهَبا إِلی‌ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغی‌ فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشی‌»
أي قولا له بكلِّ لطفٍ وحنانٍ: " يا أبا مصعب إنَّا رسولاً ربِّ العالمين"
▪️ المداراة في الحياة الزوجية والاسرية
إنَّ الكنية هي عبارةٌ عن مداراةٍ لطيفةٍ، و حينما تكون بين الزوجين فانها تعبر عن مدى الحب والتقدير الذي يجمعهما. ويمثِّل هذا الأسلوب الراقيُّ تواصلاً روحيًّا يزيد من قوَّة العلاقة الزوجية ويعزِّز المودة والتآخي بينهما، ولذا نجد الزهراء في كثير من حواراتها مع امير المؤمنين، تناديه بلفظ "يا أبا الحسن"، مما يعكس حبها وتقديرها لشخصه، ويشير إلى عمق الروابط الروحية والإنسانية التي تجمع بينهما.
ولما في الكنية من أثر على عمق العلاقة الزوجية والأسرية والإنسانية بين الأفراد، والتي تعتبر من أساسيات الحياة السعيدة والمستقرة وقد كان أهل البيت يكنون اولادهم منذ صغرهم ليبذروا في نفوسهم التعود على الكلام الطيب و التربية الحسنة
▫️ الوسيلة الثانية : ترك الغلظة في القول بالفعل، والتعامل اللطيف و الرقيق، فمع ما واجه النبي ابراهيم عليه السلام من أزار من غلظة حين قال" لإن لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَ اهْجُرْنِي مَلِيًّا" لم يقابله بالمثل بل قال له" سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا"
▫️ الوسيلة الثالثة: الإعراض عن الاشرار كما قال تعالى"وَ إِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَ قالُوا لَنا أَعْمالُنا وَ لَكُمْ أَعْمالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ" و الاعراض عدم المقابلة بالمثل