الحجج البالغة إلي أهل السنة و الجماعة (018) - السقيفة و ما وقع فيها و ما نتج منها
#أهل_السنة_و_الجماعة
#أهل_البدعة_و_الخلاف
#التعجب
#الولاية_الإمامة_الخلافة
#أهل_البيت
#وصاية_النبي
#الغدير
ومن العجب: أن يجتمعوا في السقيفة لطلب الخلافة فتحتج الأنصار بأنها [ هي التي ] تستحقها بنصرتها للنبي (صلى الله عليه وآله)، ويحتج
المهاجرون بقربهم منه، وليس فيهم من يذكر أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي لم يلحقه الأنصار في نصرته، ولا تدانيه قريش في قرابته ومن العجب : قول قريش: إن الخلافة لا تكون إلا حيث كانت النبوة ، وإنما يستحقها بذلك، لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) من قريش، ولم يعلمها أحد [ من الأنصار ] في الحال، إن بني هاشم أولى منكم بها على هذه الحجة، لأن النبي (صلى الله عليه وآله) من بني هاشم، لكن صرفهم [ عن ] أن يحاجوهم بهذا اتفاق [ جميع ] من حضر السقيفة على صرف الأمر عن أهله ومنعه عن مستحقه.
وقد روي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال في كلام له أنفذه إلى معاوية: " فما راعني إلا والأنصار قد اجتمعت، فمضى إليهم أبو بكر فيمن تبعه من المهاجرين فحاجهم بقرب قريش من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فإن كانت حجته عليهم بذلك ثابتة فقد كنت أنا [ إذا ] أحق بها من جماعتهم، لأني أقربهم منه وأمسهم به رحما، وإن لم يجب لي بذلك فالأنصار على حجتهم" .
وروي عنه (عليه السلام) أنه قال:
فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم فكيف بهذا والمشيرون غيب
وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم فغيرك أولى بالنبي وأقرب
وقيل : إنه قول [ قيس بن ] سعد [، وإنما تمثل به أمير المؤمنين (عليه السلام).
وقد أخذ الكميت (رحمه الله) هذا المعنى فقال:
فإن هي لم تصلح لخلق سواهم فإن ذوي القربى أحق وأوجب ]
وحفظ عنه (عليه السلام) أنه قال في احتجاجهم أيضا لصحبته النبي (صلى الله عليه وآله) : " واعجباه!
أتكون الخلافة بالصحابة ولا تكون بالقرابة " ؟ ولسنا نرى على جميع الأمور أحدا هو أولى بها من المغضب المهجور.
والعجب كله لقوم رأوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد ولى عمرو بن العاص وأسامة بن زيد على أبي بكر ثم يولونه على أمير المؤمنين (عليه السلام) والعباس (رضي الله عنه).