البعث وجلاوزته #ايام_الصبر_والجمر
#ايام_الصبر_والجمر
ذاكرتي ليست مثقوبة ولن انسى مشاهد همجية البعث وجلاوزته !
*المشهد الأول ..
شاب كادح بعمر الزهور ،يعمل فجراً ليوزع الصمون على المطاعم ليرجع بعدها للبيت ليستحم ويأخذ كتبه ويذهب للجامعة وسط تدافعه مع ركاب الفورتات التي تقله إلى الباب الشرقي ثم إلى الجامعة التكنلوجية ،أربع سنوات وهو على هذا الحال ووالدته تنظر إليه بأمل وتنتظر يوم تخرجه ثم زفافه،يخرج هذا الشاب ليستلم شهادة تخرجه، ولم يعد،توسلت الأم على أبواب مديريات الأمن ومراكز الشرطة وباست أيادي الأوغاد كي تعرف مكان ابنها ومصيره،لكن دون جدوى.
بعد سقوط الطاغية وجدت اسمه مدروجاً في إحدى قوائم الشهداء وقبلها بسنوات وجدت حلقتي زواج في جيب بدلته الزرقاء التي اشتراها كي يحضر فيها حفلة التخرج وربما حفلة الخطوبة !
بقي مجرد ذكرى أليمة حتى دون قبر ،تهمته كان يصلي في حسينية المنطقة،لم يشفع له لباسه السبورت وشعرة الناعم اللامع وضحكاته المجلجلة...
*المشهد الثاني ...
فتاة في عمر الزهور في آخر سنة لها في الجامعة متلهفة ليوم التخرج ولحياتها المستقبلية ،لا أذكر أني رأيتها مرة دون أن تضحك،حتى عندما كانت تسمع خبر محزن أو مزعج .
اختفت تلك الفتاة سمعت بعدها أن زوار الليل قد زاروهم واصطحبوها هي واختيها واخيها ولم يعودوا .
في عام 1984 سُلموا لاهلهم في صناديق،بعد سقوط البعث قرأت أسمائهم في إحدى قوائم شهداء الحزب الشيوعي وكانت قائمة تضم العشرات من الأسماء الذين اعدموا في مديرية أمن الكاظمية وفي أعلى القائمة مذكور تُسلّم جثث الخونة إلى أهاليهم وتدوّن ردة فعلهم !! التهمة اخوهم شيوعي متخلف عن خدمة الاحتياط !
إحدى الشاهدات في إحدى جلسات محاكمة الطاغية ..ذكرت تلك المرأة بانهم اعدموا زوجها في مديرية أمن الكاظمية وعندما ادخلوها الى عمبر الجثث كي تستلم جثة زوجها نسيت مصيبتها لهول ماشاهدت .. تقسم تلك المرأة بانها دخلت مكان خطأ فشاهدت طاولة تتوسط المكان وتتراكم عليه جثث فتيات عاريات معدومات! ..ياويلي تذكرت صديقتي واختيها وتخيلتهنّ من بين تلك الجثث لان تاريخ اعدامهن مقارب
للتاريخ الذي تحدثت به المرأة .
#خلينا_نتذكر_حتى_ماتتكرر
المساءلة والعدالة-الدائرة الاعلامية