التالي

استياء الأم وعذاب الموت -- قصة شاب لم يقدر على قول الشهادتين عند الموت

2 المشاهدات· 24/08/22
مفاتيح السعادة
0

#الاحتضار #قبض_الروح #بر_الوالدين #عزرائيل #سكرات_الموت #رسول_الله #رضا_الأم #تجسم_الأعمال

مرحبا بكم أصدقائي الأعزاء في قناة مفاتيح السعادة. اليوم سنتناول قصة شاب اراد ان يتشهد عند الموت لكن لم يقدر.
ذات يوم كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسجد المدينة المنورة مشغولا بالدعاء والصلاة والعبادة. فجأة دخل أحد الصحابة إلى المسجد بحالة ذُعر وإرتباك وصاح بأعلى صوته :أين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقام رسول الله وقال له: ماذا تريد وماسبب إرتباكك؟. قال الرجل: إنّ جاري شابّ مؤمن وهو الآن على فراش الموت وفي حالة الإحتضار وليس في حالة جيدة بل هو في شدةٍ وعناءٍ. فأرجوا أن تأتي على فراشه وتساعده في التغلب على سكرات الموت. فقام رسول الله معه وذهبا إلى دار ذلك الشاب. فلما وصلا، جلس النبي فوق رأس الشابّ وقال له: قل (لا إله إلا الله). فحاول الشابّ أن يقول (لا إله إلا الله) مرارا ولكن لم يقدر أن يقول، كأن لسانه معتقل ولايستطيع أن يحرّكه. فقال له رسول الله مرة أخرى: قل (لا إله إلا الله) ولكن لم يقدر الشاب على الكلام كذلك. فقال رسول الله لإمرأة كبيرة في السن كانت واقفة عنده: هل لهذا الشاب أمٌّ؟ فقالت: نعم، أنا أمه. قال لها رسول الله: أأنتِ ساخطة على إبنك؟ هل هو فعل شيئا سبّب في أذيتك وغضبك عليه؟ فقالت: نعم، أنا ساخطة عليه وما كلّمته منذ ست سنين. وأنا حضرتُ الآن لأنه على فراش الموت. فقال لها النبي: أرضي عنه فإنه بحاجة شديدة إلى رضاك. فقالت: رضي الله عنه برضاك يا رسول الله. قد رضيت من ولدي كي ترضى أنت مني. فعند ذلك توجه رسول الله نحو الشاب وقال له: قل (لا إله إلا الله). فقال الشابّ: (لا إله إلا الله). فعند ذلك قال رسول الله للشابّ: ماذا ترى؟ فردّ الشاب: أرى رجلا واقفا عندي. إنه قبيح المنظر ومخيف الوجه ووسخ الثياب وريحه نتن للغاية ويتقرب مني فأخذ فمي وحلقي ويحاول أن يخنقني. فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قل كما أقول. قل: يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير إقبل مني اليسير وأعف عني الكثير إنك أنت الغفور الرحيم. فقال الشابّ كما قال رسول الله. فلما فرغ من الذكر، قال له رسول الله: الآن انظر ماذا ترى؟ فقال الشاب: أرى رجلا أبيض اللون، حسن الوجه، طيب الريح، حسن الثياب، يبتسم في وجهي وهو يتقرب مني. ولما وصل إليّ، إبتعد ذلك الرجل الأسود عني. فقال له رسول الله: كرّر الذكر مرة أخرى. فكرّر الشاب. فقال له رسول الله: أنظر ماذا ترى الآن؟ فقال الشاب: لست أرى الرجل الأسود بل أرى الرجل الأبيض قد وصل إليّ وهو جالس عندي. فعندها مات الشابّ براحة وفاض روحه من الدنيا.1
فقد تبين أن سخط الأم وعدم رضاها من الولد كان السبب في عذابه وشدة سكرات موته. فعندما إرتضت الأم من ولدها، رفع الله عنه الشدّة والعذاب في الموت.
ورد في الروايات تأكيدات كثيرة حول رضا الأم وعدم فعل شئ يوجب سخطها. وفي رضا الوالدة عن الأولاد آثار كثيرة ومهمة. فقد روي عن جابر بن عبدالله الأنصاري:
أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) فَقَالَ إِنِّي رَجُلٌ شَابٌّ نَشِيطٌ وَ أُحِبُّ الْجِهَادَ وَ لِي وَالِدَةٌ تَكْرَهُ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ: ارْجِعْ فَكُنْ مَعَ وَالِدَتِكَ فَوَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً لَأُنْسُهَا بِكَ لَيْلَةً خَيْرٌ مِنْ جِهَادِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ سَنَةً) (2.
أتمنى أنكم قد إستمتعتم من هذه القصة وكانت مفيدة لكم. إلى اللقاء في الحلقة القادمة.

1) المجلسي، محمدباقر، بحارالانوار، ج93، بيروت، نشر دار الإحياء التراث، 1435 ق، ص 342.
2) كليني، محمد بن يعقوب، الكافي، ج3، طهران، نشر دارالحديث، 1430ق، ص416.

أظهر المزيد

 0 تعليقات sort   ترتيب حسب


التالي