هل تأخّر الزّواج غضبٌ من الله سبحانه وتعالى؟
#مفاتيح_السعادة #تاخر_الزواج #ثقة_بالله #رضا_بالقضاء #تعطيل_الزواج
يَعتقدُ بعضُ الناسِ أنَّ التأخيرَ الحاصلَ في زواجِ الفتاةِ هو مِن غَضَبِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ عليها ، وهذا ما يَشغَلُ فَكرَها ويَخلُقُ عندَها شبهةً إِثرَ الهاجِزِ الطارِئِ عَلَيها، فَتَسأَلُ نَفسَها لماذا يَحرِمُني اللهُ مِنَ الزَّواجِ ، وهذا ما يَشغَلُ فِكرَها ويسبِّبُ لَها أفكاراً واهيةً تُؤَثِّرُ على مُعتَقَدِها وعلاقتِها باللهِ سُبحانَهُ وتَعالى ، ولكن هل هذا الأَمرُ صَحيحٌ أم مُجَرَّدُ شَائِعَةٌ لا أَصلَ لَها؟
إذا كان التأخيرُ الحاصلُ في هذا الأمرِ علامةً على غَضَبِ اللهِ تَعالى ، فيَجِبُ أن نَقُولَ إِنَّ الزَّواجَ السَّهلَ والسَّريعَ هو أيضاً رحمةٌ من اللهِ تعالى، وهل هذا هو واقعُ الأمرِ ؟ بينَما نلاحظُ العديدَ من الأشخاصِ الفاسدينَ والعاصِينَ ، مِثلَ بَعضِ الملوكِ الضالمينَ والسفّاكينَ للدِّماءِ ، كانَ لَدَيهِم زَوجاتٌ مُتَعَدَّدَةٌ وكثيرةٌ وسُرعانَ ما يتهيَّأُ لهم ولأبنائِهِم أمرُ الزّواجِ وبكلِّ سهولة ، فهل تُرى هؤلاء شَملَتهُمُ الرَّحمَةُ الإِلهيّة ؟ وكذلك نرى من ناحيةٍ أخرى ، أنَّ بعضَ عبادِ اللهِ الصّالحينَ والمُقرَّبينَ منهُ عزّ وجلّ انقَضَت أعمارُهُم وانطَوَت وهُم عُزَّابُ من غيرِ زواجٍ مثلُ السّيِّدَةِ فاطمةِ المعصومةِ سلامُ اللهِ عليها. فهل تَعرَّضُوا لغَضَبِ اللهِ في حَياتِهِم ؟
الزَّواجُ هو خَيرٌ ورزقٌ من اللهِ سبحانَهُ وتعالى يَهَبُهُ من يَشاءُ مِن عِبادِه في أيّ وَقتٍ يَشاءُ ، لِحكمَةٍ لا يَعلَمُها إِلّا هو سبحانَهُ وتَعالى ، ولن تَموتَ نفسٌ حَتّى تَستَوفي رِزقَها. وقد قالَ تَعالى في مُحكَمِ كتابِهِ : » وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ » (سورة الذّاريات، الآية 22)
وهُناكَ أَدعيةٌ وأذكارٌ خَاصَّةٌ لجلبِ الرّزقِ ولِتَيَسُّرِ أمرِ الزّواجِ قد ذُكِرَت في الإسلامِ وأَورَدَها علماؤُنا في كُتُبٍ مُختَصَّةٍ.
نَذكُرُ من بابِ المثالِ ما جاءَ في كتابِ الهداية : إذا أراد الرَّجُلُ أن يَتَزَوَّجَ ، يُصَلّي ركَعَتَينِ ، ويَرفَعُ يدَهُ إِلى اللهِ عَزَّ وجَلَّ ، ويقولُ اللهمَّ إِنّي أُريدُ أن أَتَزَوَّجَ ، فَسَهِّل لي مِنَ النّساءِ أَحسنَهُنَّ خُلُقاً ، وأَعَفَّهُنَّ فَرجاً وأَحفَظَهُنَّ لي في نَفسِها ومالي، وأَوسَعَهُنَّ رزقاً، وأعظمَهُنَّ بَركةً، واقضِ لي مِنها ولَداً يحمِدُ رَبّي حَليماً صالحاً في حَياتي وبعدَ مَوتي، ولا تَجعَلْ للشَّيطانِ فيهِ شَريكاً ولا نَصيباً (كتاب الهداية، الشيخ الصدوق، المجلد : 1، الصفحة : 67)
قد لا يحصُلُ العبدُ على ما يُريدُهُ رَغمَ صلاتِهِ ودُعائِهِ وقِيامِهِ بنُذُورٍ مُتَعَدِّدَةٍ ، ولكِن يَجِبُ على العبدُ أَن يَحرُصَ على بقاءِ صِلَتِهِ باللهِ تَعالى ويَعلَمَ أَنَّ جَميعَ دَعَواتِهِ تَكُونُ محفُوظَةً عندَ اللهِ تَعالى وسَتُؤَدّي إِلى سَعادَتِهِ في الدُّنيا والآخِرَة. حَتّى لو لم يَحصُلْ على ما يُريدُهُ بعدُ ، ولكن يَجِبُ عَليهِ أَن يَعلَمَ أَنَّ استِجابةَ الدُّعاءِ في الوَقتِ الَّذي يُرِيدُهُ نَوعٌ واحِدٌ من أَنواعِ استِجابَةِ الدُّعاءِ وهُناكَ أَنواعٌ أُخرى وفوائدُ جَمّةٌ في الدُّعاءِ حيثُ وَرَدَ عن الإِمامِ السَّجّادِ عَليهِ السَّلامُ أَنَّهُ قالَ : اَلْمُؤْمِنُ مِنْ دُعَائِهِ عَلَى ثَلاَثٍ إِمَّا أَنْ يُدَّخَرَ لَهُ، وَ إِمَّا أَنْ يُعَجَّلَ لَهُ ، وَ إِمَّا أَنْ يُدْفَعَ عَنْهُ بَلاَءٌ يُرِيدُ أَنْ يُصِيبَهُ. (تحف العقول : ابن شعبة الحراني جلد : 1 صفحه : 280)