التالي

هؤلاء هم ال313 (سلسلة بحوث_ الحلقة رقم

1 المشاهدات· 24/08/18
3 1 3
3 1 3
مشتركين
0

في عمق الكلمات الإلهية، تتجلى حكمة تنير الدروب للمؤمنين، وتفتح أمامهم آفاق الأمل والانتظار.
وذلك عندما نتأمل قول الإمام أبي جعفر (عليه السلام) في تفسير الآية الكريمة(أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا)
نجد أن "الخيرات" تتجسد في "الولاية"، ذلك الرابط الروحي العميق الذي يوحد القلوب ويجمع الصفوف تحت لواء الحق.
وفي تلك اللحظة التي يتداخل فيها الزمان والمكان، تتجلى حكمة الله في أبهى صورها، مستبقةً الخيرات ومُتَجَسِّدةً في الولاء.وأن "الخيرات" ليست مجرد أعمال صالحة نقوم بها، بل هي عمق الولاء والارتباط الروحي العميق الذي يجمع المؤمنين حول راية الحق.اما على الصعيد البلاغي، تحمل هذه الآية من الجمال والروعة ما يجعلها لوحة فنية تتناسق فيها الكلمات والمعاني.الأمر "فَاسْتَبِقُوا" يحمل في طياته الدعوة إلى المسارعة والمسابقة نحو الخيرات، مما يضفي جواً من الحماس والنشاط.اما "الخيرات"، فهي كلمة جامعة لكل ما هو صالح ونافع، وفي هذا السياق، تتجلى في "الولاية"، التي تمثل الخير الأعظم والارتباط الوثيق بالإمام المنتظر.وقول الإمام أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا)قال: الخيىات الولاية وقوله تبارك وتعالى:(أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا)يعني أصحاب القائم الثلاثمائة والبضعة عشر رجلا
قال: وهم واللهْ، الأمة المعدودة ، يجتمعون واللهْ، في ساعة واحدة قزع كقزع الخريف.وتشبيه الاجتماع في ساعة واحدة بـ"قزع الخريف" يُضفي على النص بُعداً تصويرياً بديعاً."قزع الخريف" هي قطع السحاب المتفرقة التي تتجمع بفعل الرياح، مما يوحي بسرعة التجمع ودقته،وبالقدرة الإلهية التي تجمع المؤمنين من كل مكان في لحظة واحدة. هذا التشبيه يعكس صورة بصرية مؤثرة تدل على الوحدة والانسجام بعد التفرق.اما في المصطلح الديني،  "الولاية" تحمل في طياتها معاني الإرشاد والقيادة الروحية. إنها الخيرات التي يدعو الله عباده للتسابق نحوها.
عندما يقول الله (أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا)
فإنه يشير إلى تلك القوة الربانية التي تجمع المؤمنين من شتى أنحاء العالم ليصبحوا جيشًا موحدًا تحت لواء الإمام القائم.هؤلاء الرجال الثلاثمائة والبضعة عشر ليسوا مجرد أعداد، بل هم "الأمة المعدودة" التي اختارها الله لتحقيق وعده في الأرض.ومن الناحية الاصطلاحية، تعني "الخيرات" كل ما يجلب النفع والبركة، وفي هذا السياق، تتخصص في "الولاية"، أي الارتباط الروحي والقيادي بأهل البيت (ع).اما قوله تعالى (أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا)
فيشير إلى قدرة الله المطلقة على جمع المؤمنين المُخْلِصين من كل بقاع الأرض، ليكونوا جنوداً تحت راية الإمام القائم (عج).والإمام أبو جعفر (ع) يوضح أن هؤلاء الرجال الثلاثمٱئة والبضعة عشر هم "الأمة المعدودة"أي المختارة بعناية إلهية لتحقيق وعد الله.
وجمعهم في ساعة واحدة كقطع السحاب في الخريف، يرمز إلى التحول من التشتت إلى الوحدة، ومن التفرق إلى الالتحام في صف واحد متماسك.فـ"الخيرات" تشير إلى البركات والمنافع الروحية التي تأتي من الولاء الصادق لأهل البيت(ع)هؤلاء الأتباع المخلصين سيجتمعون من مختلف بقاع الأرض.بإرادة إلهية لتحقيق وعد الله. فهذا التجمع، من كل مكان لتكون جماعة متحدة، دلالة على السرعة والدقة في تحقيقه بأمر الله. والتشبيه بقزع الخريف اوراق الشجر المتناثرة التي تتجمع بفعل الرياح، يحمل دلالة عميقة. إنه يرمز إلى التغير والتحول، إلى الانتقال من حالة التفرق إلى الوحدة، من الشتات إلى الانسجام الكامل.
تلك الأوراق، التي قد تبدو متفرقة بلا هدف، تتجمع لتشكل معًا مشهدا بديعًا يعكس وحدة الهدف والمصير المشترك.
ومن زاوية الفلسفة "الخيرات" ليست منفصلة عن جوهر الإيمان والولاء. الولاء هنا يمثل تلك العلاقة الروحية التي تتجاوز المصالح الدنيوية لتصبح جسرًا يربط بين الأتباع وإمامهم المنتظر. هذا الجسر يُعَبِّرُ عن تطلعات جماعية نحو العدالة والحق، حيث يجتمع الثلاثمائة والبضعة عشر رجلاً في ساعة واحدة. تلك اللحظة ليست عادية.بل هي تجسيد لوحدة الهدف والإرادة، وكأنهم أوراق خريفية تتجمع بفعل ريح إلهية لتشكل لوحة متكاملة من الوفاء والإخلاص.
من المنظور الفلسفي "الولاية" هنا ليست مجرد قيادة سياسية أو دينية، بل هي رابط روحي وأخلاقي بين الإمام وأتباعه. هذا الرابط يعبر عن التزام جماعي وتعاون مشترك في سبيل تحقيق العدالة الإلهية. الإشارة إلى الثلاثمائة والبضعة عشر رجلا الذين يجتمعون في ساعة واحدة تدل على وحدة الهدف والتناسق الكامل بينهم، وكأنهم أوراق متناثرة تتجمع بفعل قوة إلهية لتحقيق هدف مشترك.
وفي الختام:فإن الرواية الواردة عن أبي جعفر (ع) تتحدث عن مفهومِ "الولاية" وارتباطها بالمستقبل الديني للمجتمع، وخاصة فيما يتعلق بالإمام المهدي (عج).تبرز أهمية الصبر والولاء في حياة المؤمن. الصبر ليس مجرد تحمل للشدائد بل هو عبادة تقوي العلاقة بين الإنسان وربه، بينما الولاية هي رابط روحي يجمع المؤمنين حول إمامهم ليحققوا وعد الله.هاتان الفضيلتان تشكلان معاً أساساً متيناً لتحقيق الفرج والخير في الدنيا والآخرة.كما تتجلى في هذه الرواية معانٍ عميقة، تجمع بين البلاغة والجمال اللغوي والعمق الاصطلاحي"الولاية" ليست مجرد علاقة عادية،بل هي جوهر الإيمان الذي يجمع القلوب ويحقق العدالة الإلهية. إنها الخيرات التي يدعو الله عباده للتسابق نحوها، وهي الرابط الروحي الذي يجمع المؤمنين في لحظة تاريخية تحت راية الحق.وفي انتظار تلك اللحظة، يعاش الأمل بصبر وإيمان، ويتسابق نحو الخيرات بوحدة وصدق. إنهم يستجيبون لنداء الله الذي يجمعهم من شتى بقاع الأرض، كما تَجْمَعُ الرياح أوراق الخريف، في لوحة فنية تسر الناظِرِينْ، وتُبَشِرُ بمستقبل مشرق يتحقق فيه وعد الله.هذه الرواية تفتح آفاقًا جديدة لفهم مفهوم الولاء في الإسلام. فالولاء ليس مجرد شعور أو علاقة سطحية، بل هو الأساس الذي يجمع الأمة تحت راية الحق.انه الرابط الذي يجمع المؤمنين من كل بقاع الأرض في لحظة واحدة، لتحقيق الهدف الأسمى: نشر العدالة الإلهية.
#313#الإمام_المهدي

أظهر المزيد

 0 تعليقات sort   ترتيب حسب


التالي