دعاء كميل بصوت ميثم كاظم
اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِرحَمتِكَ الَّتي وَسِعَت كُلَّ شيءٍ، وَبِقوَّتِكَ الَّتي قَهرتَ بِها كُلَّ شيءٍ، وَخضَعَ لَها كُلُّ شيءٍ، وَذَلَّ لَها كُلُّ شيءٍ، وَبِجَبَروتِكَ الَّتي غَلَبتَ بِها كُلَّ شيءٍ، وَبعَزَّتِكَ الَّتي لا يَقومُ لَها شيءٌ، وَبِعَظَمَتِكَ الَّتي مَلأت كُلَّ شيءٍ، وَبِسُلطانِكَ الَّذي عَلا كُلَّ شيءٍ، وَبِوَجهِكَ الباقي بَعدَ فَناءِ كُلِّ شيءٍ، وَبِأسمائِكَ الَّتي ملأت أركانَ كُلِّ شيءٍ، وَبِعِلمِكَ الَّذي أحاطَ بِكُلِّ شيءٍ، وَبِنورِ وَجهِكَ الَّذي أضاءَ لَهُ كُلُّ شيءٍ، يا نوُرُ يا قُدّوسُ، يا أوَّلَ الأوَّلينَ، وَيا آخِرَ الآخِرينَ. اللهُمَّ اغفِر ليَ الذُّنوبَ الَّتي تَهتِكُ العِصَمَ ، اللهُمَّ اغفِر ليَ الذُّنوبَ الَّتي تُنزِلُ النِّقَمَ. اللهُمَّ اغفِر ليَ الذُّنوبَ الَّتي تُغَيِّرُ النِّعَمَ، اللهُمَّ اغفِر ليَ الذُّنوبَ الَّتي تَحبِسُ الدُّعاءَ. اللهُمَّ اغفِر ليَ الّذنوبَ الّتي تُنزِلُ البَلاء. اللهُمَّ اغفِر لي كُلَّ ذَنبٍ أذنَبتُهُ، وَكُلَّ خَطيئَةٍ أخطَأتُها. اللهُمَّ إنّي أتَقَرَّبُ إلَيكَ بِذِكرِكَ وَأستَشفِعُ بِكَ إلى نَفسِكَ، وَأسألُكَ بِجوُدِكَ أن تُدنِيَني مِن قُربِكَ، وَأن تُوزِعَني شُكرَكَ، وأن تُلهِمَني ذِكرَكَ.
اللهُمَّ إنّي أسألُكَ سُؤالَ خاضِعٍ مُتَذَلِّلٍ خاشِعٍ، أن تُسامِحَني وَتَرحَمَني، وَتَجعَلَني بِقِسَمِكَ راضياً قانِعاً، وَفي جَميعِ الأحوالِ مُتَواضِعاً. اللهُمَّ وَأسألُكَ سُؤالَ مَن اشتَدَّت فاقَتُهُ، وَأنزَلَ بِكَ عِندَ الشَّدائِدِ حاجَتَهُ، وَعَظُمَ فيما عِندَكَ رَغبَتُهُ. اللهُمَّ عَظُمَ سُلطانُكَ وَعَلا مَكانُكَ، وَخَفيَ مَكرُكَ، وَظَهَرَ أمرُكَ، وَغَلَبَ قَهرُكَ، وَجَرَت قُدرَتُكَ، وَلايُمكِنُ الفِرارُ مِن حُكومَتِكَ. اللهُمَّ لا أجِدُ لِذُنوبي غافِراً وَلا لِقَبائِحي ساتِراً، وَلا لِشيءٍ مِن عَمَليَ القَبيحِ بِالحَسَنِ مُبَدِّلاً غَيرَكَ، لا إلهَ إلاّ أنتَ، سُبحانَكَ وَبِحَمدِكَ ظَلَمتُ نَفسي، وَتَجَرَّأتُ بِجَهلي، وَسَكَنتُ إلى قَديمِ ذِكرِكَ لي، وَمَنِّكَ عَلَيَّ. اللهُمَّ مَولايَ كَم مِن قَبيحٍ سَتَرتَهُ، وَكَم مِن فادِحٍ مِنَ البَلاءِ أقَلتَهُ ، وَكَم مِن عِثارٍ وَقَيتَهُ، وَكَم مِن مَكروُهٍ دَفَعتَهُ، وَكَم مِن ثَناءٍ جَميلٍ لَستُ أهلاً لَهُ نَشَرتَهُ.
اللهُمَّ عَظُمَ بَلائي، وَأفرَطَ بي سوءُ حالي، وَقَصُرَت بي أعمالي، وَقَعَدَت بي أغلالي وَحَبَسَني عَن نَفعي بُعدُ أمَلي ، وَخَدَعَتني الدُّنيا بِغُرورِها، وَنَفسي بِجِنايَتِها ، وَمِطالي يا سَيِّدي فَأسألُكَ بِعِزَّتِكَ أن لايَحجُبَ عَنكَ دُعائي سوءُ عَمَلي وَفِعالي، وَلاتَفضَحنِي بِخَفيِّ ما اطَّلَعتَ عَلَيهِ مِن سِرّي، وَلاتُعاجِلني بِالعُقوبَةِ عَلى ما عَمِلتُهُ في خَلَواتي مِن سوءِ فِعلي وَإساءَتي، وَدَوامِ تَفريطي وَجَهالَتي، وَكَثرَةِ شَهَواتي وَغَفلَتي، وَكُنِ اللهُمَّ بِعِزَّتِكَ لي في كُلِّ الأحوالِ رَؤوفاً، وَعَليَّ في جَميعِ الامورِ عَطوفاً. إلهي وَرَبّي مَن لي غَيرُكَ أسألَهُ كَشفَ ضُرّي وَالنَّظَرَ في أمري. إلهي وَمَولايَ أجرَيتَ عَلَيَّ حُكماً اتَّبَعتُ فيهِ هَوى نَفسي وَلَم أحتَرِس فيهِ مِن تَزيينِ عَدوّي، فَغَرَّني بِما أهوى وَأسعَدَهُ عَلى ذلِكَ القَضاءُ فَتَجاوَزتُ بِما جَرى عَلَيَّ مِن ذلِكَ بَعضَ حُدودِكَ، وَخالَفتُ بَعضَ أوامِرِكَ، فَلَكَ الحَمدُ عَلَيَّ في جَميعِ ذلِكَ وَلاحُجَّةَ لي فيما جَرى عَلَيَّ فيهِ قَضاؤُكَ، وَألزَمَني حُكمُكَ وَبَلاؤُكَ، وَقَد أتَيتُكَ يا إلهي بَعدَ تَقصيري وَإسرافي عَلى نَفسي مُعتَذِراً نادِماً مُنكَسِراً مُستَقيلاً مُستَغفِراً مُنيباً مُقِرّاً مُذعِنا مُعتَرِفاً، لا أجِدُ مَفَرّاً مِمّا كانَ مِنّي وَلا مَفزَعاً أتَوَجَّهُ إلَيهِ في أمري، غَيرَ قَبوُلِكَ عُذري وَإدخالِكَ إيايَ في سَعَةِ رَحمَتِكَ.
اللهُمَّ فَاقبَل عُذري، وَارحَم شِدَّةَ ضُرّي وَفُكَّني مِن شَدِّ وَثاقي، يا رَبِّ ارحَم ضَعفَ بَدَني، وَرِقَّةَ جِلدي وَدِقَّةَ عَظمي، يا مَن بَدَأ خَلقي وَذِكري وَتَربيَتي وَبِرّي وَتَغذيَتي، هَبني لابتِداءِ كَرَمِكَ وَسالِفِ بِرِّكَ بي، يا إلهي وَسَيِّدي وَرَبّي، أتُراكَ مُعَذِّبي بِنارِكَ بَعدَ تَوحيدِكَ وَبَعدَما انطَوى عَلَيهِ قَلبي مِن مَعرِفَتِكَ، وَلَهِجَ بِهِ لِساني مِن ذِكرِكَ، وَاعتَقَدَهُ ضَميري مِن حُبِّكَ وَبَعدَ صِدقِ اعتِرافي وَدُعائي خاضِعاً لِرُبوبيَّتِكَ، هَيهاتَ أنتَ أكرَمُ مِن أن تُضَيِّعَ مَن رَبَّيتَهُ، أو تُبعِدَ مَن أدنَيتَهُ، أو تُشَرِّدَ مَن آوَيتَهُ، أو تسلّم إلى البَلاءِ مَن كَفَيتَهُ وَرَحِمتَهُ، وَلَيتَ شِعري يا سَيِّدي وَإلهي وَمَولايَ أتُسَلِّطُ النّارَ عَلى وُجوهٍ خَرَّت لِعَظَمَتِكَ ساجِدَةً، وَعَلى ألسُنٍ نَطَقَت بِتَوحيدِكَ صادِقَةً وَبِشُكرِكَ مادِحَةً، وَعَلى قُلوبٍ اعتَرَفَت بِإلهيَّتِكَ مُحَقِّقَةً، وَعَلَى ضَمائِرَ حَوَت مِنَ العِلمِ بِكَ حَتّى صارَت خاشِعَةً، وَعَلى جَوارِحَ سَعَت إلى أوطانِ تَعَبُّدِكَ طائِعَةً، وَأشارَت بِاستغفاركَ مُذعِنَةً ما هكَذا الظَنُّ بِكَ وَلا اُخبِرنا بِفَضلِكَ عَنكَ يا كَريمُ، يا رَبِّ وَأنتَ تَعلَمُ ضَعفي عَن قَليلٍ مِن بَلاءِ الدُّنيا وَعُقوباتِها، وَمايَجري فيها مِنَ المَكارِهِ عَلى أهلِها، عَلى أنَّ ذلِكَ بَلاءٌ وَمَكروهٌ قَليلٌ مَكثُهُ، يَسيرٌ بَقاؤهُ قَصيٌر مُدَّتُهُ، فَكَيفَ احتِمالي لِبَلاءِ الآخِرَةِ وَجَليلِ وُقوعِ المَكارِهِ فيها، وَهُوَ بَلاءٌ تَطولُ مُدَّتُهُ