دعاء الطائر الرومي | مجربٌ للفكاك من الأسر بإذن الله
جرَّبه عددٌ من العلماء، في سجن «أحمد باشا الجزار»
أورد العالم الجليل الشيخ جعفر آل إبراهيم (المهاجر) في كتابه (النِّعم) -كما ورد في ترجمته من هذا العدد- أنّ العالم الجليل «السيّد صالح بن السيّد محمّد بن السيّد إبراهيم شرف الدين» كان في سجن «الجزار» وكان معه ستة علماء. قال: «فدعونا بدعاء (الطائر الرومي)، فانفلق السجن وخرجنا منه».
وبالرجوع إلى تكملة (أمل الآمل في علماء جبل عامل) للسيّد حسن الصدر، نجد التالي:
وأعظم من ذلك أنّ أحمد الجزار قد حبسه في الجبّ وهو الطابورة، وكان لا يميّز فيه الليل من النهار، هو وجماعة من العلماء، فضاق صدر السيّد لذلك لعدم معرفته بأوقات الصلاة، فدعا بدعاء الطائر الرومي المرويّ في (مُهج الدعوات) ففرّج الله عنه، وخرج مع ستة أنفار كانوا محبوسين معه، وذلك سنة سبع وتسعين ومائة بعد الألف، وتوجّه من ساعته إلى العراق.
ورد السيّد الجليل ابن طاوس هذا الدعاء في كتابه (المُجتنى من الدعاء المجتبى) نقلاً عن «الزاهد الطرسوسي»، الذي سمع رجلاً كان أسيراً ببلاد الروم ثلاثين سنة في أضيق حبس وأشدّ عذاب، فنذر إنْ خلّصه الله من ضيق ذلك الحبس وشدّة عذابه، أن يحجّ من سنته راجلاً من منزله، فرأى في ليلة من لياليه طيراً أبيض قد وقع على شَرَف ذلك الحبس، يدعو بهذا الدعاء بلسان فصيح، ففهمه وأثبته، ودعا به من ليلته وثانيها وثالثها، فبعث الله العزيز -عزَّ اسمه- ملَكاً من الملائكة، فاحتمله من حبسه، وردَّه إلى منزله، فحجَّ من منزله [راجلاً]، ووفى بنذره، ودعا بهذا الدعاء ".." والدعاء هذا:
أللّهمَّ إنّي أَسألُكَ يا مَن لا تَراهُ العيونُ، ولا تُخالِطُه الظُّنون، ولا يَصِفُه الواصِفون، ولا تُغَيِّرُه الحوادثُ، ولا تَغْشى عليه الدُّهورُ، وأنتَ تعلمُ مثاقيلَ الجبالِ، ومَكَائيلَ [مكاييل] البِحارِ، وعددَ قطراتِ الأمطارِ، وعددَ وَرَقِ الأشجار، وما أَظلمَ عليه الليلُ وما أَشرقَ عليه النهارُ، ولا يواري عنك سماءٌ سماءاً، ولا أرضٌ أرضاً، ولا جبالٌ ما في وُعُورِها، ولا بِحارٌ ما في قُعورِها، أنت الذي سَجَدَ لك سوادُ الليلِ، ونُورُ النهارِ، وشعاعُ الشمسِ، وضَوْءُ القمرِ، وَدَوِيُّ الماءِ، وحَفِيفُ الشَّجَرِ، أنت الذي نجَّيْتَ نُوحاً من الغَرَقِ، وعَفَوْتَ عن داودَ ذَنْبَه، وكَشَفْتَ عن أيُّوبَ ضُرَّه، ونَفَّسْتَ عن يُونسَ كُرْبَتَه في بطنِ الحُوتِ، ورَدَدْتَ موسى من البحرِ على أُمِّه، وصَرَفْتَ عن يوسفَ السوءَ والفَحْشاء، وأنتَ الذي فَلَقْتَ البحرَ لبني إسرائيلَ حين ضَرَبَه موسى بعصاه فانْفَلَقَ، فكانَ كلُّ فِرْقٍ كالطَّوْدِ العظيمِ، حتَّى مَشَى عليه وشِيعَتُه، وأنتَ الذي صَرَفتَ قلوبَ سَحَرَةِ فِرْعَوْنَ إلى الإيمانِ بِنُبُوَّةِ موسى، حتّى قالوا: ﴿آمَنَّا بربِّ العالمين رَبِّ موسى وهارون﴾ وأنتَ الذي جعلتَ النارَ بَرداً وسلاماً على إبراهيم: ﴿وأرادوا بِهِ كيداً فجعلناهم الأخسرين﴾. يا شفيقُ، يا رفيقُ، يا جارِيَ اللَّزِيق (اللَّصِيق)، يا رُكْنِيَ الوَثيق، يا مَولايَ بالتحقيقِ، صلِّ على مُحمَّدٍ وآلِ مَحَمَّدٍ، وخَلِّصنِي من كَرْبِ المَضيق، ولا تجعلني أُعالِجُ ما لا أُطيق. أنت مُنْقِذُ الغَرْقَى، ومُنْجِي الهَلْكَى، وجَليسُ كلِّ غَريب، وأنيسُ كلِّ وَحيد، ومُغيثُ كلِّ مستغيثٍ، صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وفَرِّجْ عنّي الساعةَ الساعةَ الساعة، فلا صَبْرَ لي على حِلْمِك، يا لا إلهَ إلَّا أنت، ليس كَمِثْلِكَ شيءٌ، وأنتَ على كلِّ شيءٍ قدير، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ العَلِيِّ العظيم .
#الدعاء #فكاك_الأسير #الفرج