جانب من مجلس عزاء السادة آل الحكيم لرحيل الأديب المربي السيد مهدي الحكيم
ولد الشاعر الراحل في مدينة بنت جبيل بجنوب لبنان سنة 1933 وتلقى تعليمه في مدرستها الابتدائية التي كانت الوحيدة في ذلك الوقت وأكمل دراسته الثانوية في الكلية الجعفرية في صور. ثم عين مدرسا في وزارة التربية الوطنية حيث درس اللغة العربية وآدابها أكثر من ربع قرن ثم أخلد الى وظيفة إدارية حتى أحيل الى التقاعد .
في هذه الأثناء لم يأل جهدا في الدرس والمطالعة، فتوسع في دراسة علوم اللغة العربية وقواعدها وآدابها من قديمة ومعاصرة واستظهر كثيرا من القصائد الشعرية كما اطلع على الآداب الأجنبية ولا سيما الفرنسية منها وألم بالفلسفة والعلوم الإنسانية. الى جانب ذلك كله فقد نشأ في بيئة أدبية علمية فأبوه آية الله السيد هاشم الحكيم من كبار العلماء والفقهاء وله عدة مؤلفات مخطوطة وكان يحثه منذ صغره على استظهار قصائد من عيون الشعر العربي، يكتبها له بخط يده، ويشكلها ثم يأمره باستظهارها حتى حفظ عشرات القصائد وهو في العاشرة من عمره.
وقد نشر كثيرا من المقالات التاريخية والدينية والاجتماعية في عدة مجلات منها على سبيل المثال: (المعهد والعرفان والمنطلق) اللبنانيات، ومجلة (العربي) الكويتية ومجلة (الهادي) الإيرانية، وكان ناشطا في البحث والتأليف.
من مؤلفاته:
ديوان مخطوط بعنوان (من الوجدان) ومعارضة للشاعر المهجري إيليا أبي ماضي في قصيدته الطلاسم بعنوان (من وحي الطلاسم) و(عقائد وتقاليد شرقية) يتحدث فيه عن أديان الشرق غير السماوية، و(بشائر ونبوءات) وهو مجموعة من مقالات دينية وتاريخية واجتماعية، وأنتج الشاعر ملحمة تربو أبياتها على ست مائة بيت من الشعر وهي على روي واحد وقافية واحدة من البحر الخفيف وعنوانها (مسيرة الأبرار) يتحدث بها الشاعر عن النبي والأئمة الإثني العشر عليهم السلام مستقرئا التاريخ، ومستعرضا سيرتهم العطرة وما لاقوه من ظلم وجور من حكام عصرهم الجبابرة، وكيف أن حياتهم كانت كلها لله ومع الله وفي سبيل الله وكيف أن كلا منهم قد رتب علوم الشريعة والفقه بالأسلوب الذي رآه ملائما لظروف بيئته وعصره فتركوا لنا وللأجيال تراثا ضخما من الفقه والأصول والفلسفة والكلام والمنطق وغير ذلك من العلوم الإسلامية .
وله قصيدة من (من وحي الطلاسم) التي رد فيها على الشاعر الملحد ايليا أبو ماضي ) حيث عبّر بعض الأدباء أن رده لقصيدة ايليا ابو ماضي قد هزته وهو في قبره من قوة بلاغتها.