الحجج البالغة إلي أهل السنة و الجماعة (017) - الإعتراف و النهي عن الإنحراف
#أهل_السنة_و_الجماعة
#أهل_البدعة_و_الخلاف
#التعجب
#الولاية_الإمامة_الخلافة
#أهل_البيت
#وصاية_النبي
#الغدير
ومن العجب: أن يردوا الأمر والنهي والحل والعقد وتنفيذ أحكام الشرع وإقامة الحدود في الخلق إلى من [ قد ] عرفوا ضعف فهمه، وعدم فقهه
وعلمه، وفساد حفظه، وقلة تيقظه، ومن يقر بذلك على نفسه، ويعترف بكثرة زلله وخلله وقلة علمه، وبقوله على رؤوس الأشهاد: " وليتكم ولست بخيركم، فإن استقمت فاتبعوني، وإن اعوججت فقوموني، فإن لي شيطانا يعتريني عند غضبي، فإذا رأيتموني مغضبا فتجنبوني، لا أوثر في أشعاركم و [ لا ] أبشاركم " ، ثم يسأل عن الكلالة، فلا يعلمها، وعن الأب فلا يفهمه، والفقه فلا يخبره، والقرآن فلم يكن يحفظه، والشجاعة ففي معزل عنها، والرئاسة فليس من أهلها، ومن إذا كشفت أحواله، وتتبعت أفعاله، وجدت ما ذكرناه بعض صفاته، فيقدم على الكافة، وتجعل يده منبسطة على جميع أهل القبلة، ويقال [ له ]: أنت خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ويؤخرون من قد عرفوا فائض فضله وكماله، وعظم علمه ، وتقدم سبقه في جهاده ونصرته، وحسن أثره، وشريف أهله ، ومشتهر زهده، وباهر آياته، وبديع بيناته، ومن هو قيم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأخوه، بل القائم مقام نفسه، حسب ما شهد به كتاب الله تعالى، ومن هو أحب الخلق إلى الله تعالى، ومن افتقرت إليه الكافة ولم يفتقر [ هو ] إلى أحد من الأمة، فيجعل هذا رعية مؤخرا تابعا للناقص في خلال الخير كلها!
إن هذا رأي عجيب، واختيار طريف، وفيه تقول فاطمة البتول، ابنة السيد الرسول (صلى الله عليه وآله): " وإن تعجب فقد أعجبك الحادث، في أي طريق سلكوا؟ وبأي عروة تمسكوا؟ استبدلوا والله الذنابي بالقوادم ، والعجز بالكاهل، فقبحا لقوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، ألا إنهم هم الأخسرون ولكن لا يعلمون " .