Volgende

الطمع أم التكليف؟ | سماحة الشيخ بناهيان

4 Bekeken· 23/10/31
Panahian • العربیة
0
In

الطمع أم التكليف؟


المدّة: 06:43

النص الفلم:
يقول: إذا تجردتُ عن الطمع فلا بدّ أن أتخلّى عن النشاط الاقتصادي الفعّال، وإن لم أكن حريصاً فسوف لا أطلب النجاح في الكثير من المجالات، ولولا طمعي فلِمَ أدرس كي أنال أعلى درجة وأختار أفضل فرع علمي؟! غالباً ما يضبط الناس حياتهم على أساس الطمع.
حاول أن لا تَبنِ نشاطَك الدراسي المكثّف وكدّك المثابر في العمل على الحرص والطمع، بل اجعله على أساس التكليف الشرعي!
ـ ماذا تقصد؟!
ـ يا أخي، ضاعف عملكَ عشرة أضعاف، لكن من منطلق أنك مأمور، لا على أساس النتائج!
إقناع الأذهان بهذا صعب للغاية.
صاحب الزمان (أرواحنا له الفداء) سيجعل من هذا المبدأ أساساً لحياة الناس. لا يستطيع الجميع أن يكونوا هكذا؟ لا بأس، القلّة القادرة على ذلك سيديرون العالم. أكبر أصحاب المصانع، وأعظم العلماء، وأضخم تجّار العالم في زمان المهدي(عج) سيكونون من أولئك الذين يمارسون كل هذه النشاطات من منطلق التكليف الشرعي، لا على خلفية الطمع، فما الذي يطمعون فيه؟
لكن الكلام في هذا الموضوع أشبه بنسج الخيال. سيقال لك: كم هو شاعري! ما الذي تقوله يا هذا؟! لكن متى يخرج كلامي هذا عن مجرّد كونه شعارات؟ في الجبهات، إبّان الدفاع المقدس حيث تشاهد أفراداً يثابرون إلى حد بذل الروح، فكانت نتيجة مثابرتهم تغيير دروس الكليات العسكرية في العالم كله بأنه: يمكن القتال بهذه الطريقة أيضاً. من الذي أسّس لذلك؟ فتية في حدود العشرينات! ولماذا مدارك هؤلاء الفتية واسعة إلى هذا الحد؟ لأنهم لم يفعلوا ما فعلوا طلباً للدرجة أو الجاه أو الراتب، فعندما لا يطمع الإنسان في النجاح ونتائجه، بل يحرص على أداء التكليف سيعمل فكرُه بشكل أفضل، وسيكون أكثر إبداعاً.
ـ وهل يتسنّى لنا خلقُ مشاهد شبيهة بالدفاع المقدس في حياتنا؟
ـ على كلٍّ، إذا استطعنا، فهو جيد، وسنتخلّص من تعاستنا!
ـ لا يمكن ذلك
ـ حسن، لا يمكن! دعناً إذن نعيش تعساء! فلو اُخذَت أفضل الخطط الاقتصادية من ملائكة السماء، بل من جبرئيل الأمين(ع)، دون التزام هذه القاعدة، فستبوء بالفشل.
لا ينبغي أن تبني عَيشك على سَبْق الآخرين بدافع الحرص والطمع. ورد في تفسير الآية: «تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً» «قال: الرَّجُلُ لَيُعْجِبُهُ شرَاكُ [رباط] نَعْلِهِ فَيَدْخُلُ فِي هَذِهِ الآيَة»
ـ شيخنا، بهذه الطريقة سيُشَلّ الاقتصاد ولن يمارس أحدٌ نشاطاً اقتصادياً!
ـ بلى، هذا مقترحي، أقصد ما أظنّ أنه مقترح الدين، والكل يسمّونه: "شعارات"! فما إن يأتوا على هذا الجانب من الدين، حتى يقولوا: شعارات. الدين لم يأت ليقول لك: لا تكذب.. وتصدَّق.. فيمكن فهم هذا من غير دين أيضاً. أعظم إنجاز للدين هو قوله لك: لا تجعل الباعث لحياتك المليئة بالحركة والنشاط الطمع، بل اجعله التكليف، وأنا سأُصلحها لك! هذا هو سرّ الدين.
عندي لكم سؤال: نبيّنا آدم(ع) اُخرِج من الجنة بسبب الطمع، صحيح؟ صحيح؟ فما مفتاح العودة إلى الجنة إذن؟ عليك بإصلاح ذات الخصلة التي أخرجَتْك من الجنة كي تعود إليها، إنها: 1 + 1 = 2، هاتِ لي تلميذ ابتدائية لأوضّحها له وسيقتنع، بل تمهيدي، طفل ذو خمس سنوات يفهمها، سأقول له: انظر، رجل ارتكب كذا فأخرجوه، ما الذي يفعل ليعود؟ سيقول: يتوب مما ارتكبه ليعود.
فليكن الأساس لدوافعنا التجارية والاقتصادية هو التكليف، لا الحرص.
ـ هل من الممكن أن يعمل الإنسان لا بدافع الطمع، بل بدافع التكليف؟
ـ صعب جداً.. قل: صعب جداً، كي لا أحرق أعصابي أكثر. أنت الذي قلت: "صعب جداً"، حاول أنت ذلك وستفلح إن شاء الله، ثم سترى أثره في حياتك. أحد أصحاب الإمام الصادق(ع).. (كم أحب هذا الحديث.. كم هو رائع) كبُر في السن، وكان تاجراً ميسوراً. قال: «عِنْدِي مَالٌ كَثِيرٌ وَلا أَرَانِي آكُلُهُ حَتَّى أَمُوتَ»، فقال له الإمام(ع) لما سمع ذلك: «تَتْرُكُهَا! فَإِنَّ تَرْكَهَا مَذْهَبَةٌ لِلْعَقْل».
اعمل من منطلق التكليف لا الطمع. قل: "إلهي، اشهَدْ أنني لا أتَّجِر طمعاً"، ولتكن صادقاً، "أنا إنسان قنوع، لا أكسب المال إلا من منطلق التكليف"
ـ لماذا تكسب المال؟
ـ لأنهم(ع) حثّونا على عدم تجميد المال وإن خسِر، ففي ذلك بركة، فلابد أن أتكّسب.. إلهي، طاعةً لأمرك..
قال النبيّ(ص):
«التّاجِرُ الجَبَانُ مَحرُومٌ، والتّاجِرُ الجَسُورُ مَرزُوق»‏
کنز العمال، ج4، ح9293



شاهد الفلم في صفحاتنا التالية:


الموقع: http://arabic.bayanmanavi.ir/

الفيسبوك: https://www.facebook.com/panahianAR/

التلغرام: https://telegram.me/PanahianAR/

الانستقرام: https://www.instagram.com/PanahianAR/

Laat meer zien

 0 Comments sort   Sorteer op


Volgende