التالي

شهادات طبيب عن جرائم فدائيي صدام في معسكر بسمايا

1 المشاهدات· 24/09/27
هيئة المساءلة والعدالة
0

#ايام_الخير
#ايام_الزمن_الجميل
(شهادات طبيب عن جرائم فدائيي صدام في معسكر بسمايا )

مسلخ بشرى حيث أنهار الدماء تجري ورائحة اللحم البشري المشوي..
كان المنظر مريعاً ومأساويأ، والأطباء الحاضرون يستغرقهم، خوفاً مركباً، وشروداً ذهنياً والكل يتراجف ويختض رعباً، وصراخ المعذبين يهز القاعة والدماء تسيل من المناطق المقطوعة ورائحة اللحم البشري المشوي المثيرة تنفذ إلى الأنوف والنفوس مباشرة، مستقطعة منا كل معنى وحس إنساني ونحن في ذروة الذهول والشرود.. لقد تكررهذا المشهد الوحشي أياماً وليالي وأشهراً .
ما أنتصفت سنة 2002.. حتى وجدت نفسي منقولاً إلى معسكر بسمايا الخاص بفدائيي صدام دون اعتراض أو سؤال وعلي البقاء في ذلك المعسكر الرهيب ليلاً ونهاراً دون النزول إلى المدينة أو الاتصال بالأهل كانت هذه الشروط صارمة وعلي قبولها وأنا صاغرا...
هي مديات القسوة اللامتناهية في أحلك عتماتها، وهي تستولد وحوشاً بشرية، بلا شرف ولاضمير، بلا إنتماء، ولاقضية، ولا إحساس وهم يتراضعون دماء ضحاياهم بتراخي ونشوة منفلتة. إنها الرحلة الأشد انتهاكاً ، ولوعة وإذلالا، وتلاشياً للقيم ..كما أستعذبها وأرادها وراهن عليها الدكتاتور صدام وبعثه المقبور ، في سحق وتدمير العراقيين وتغريبهم في وطنهم ولم يكفيه ما كان يملك من مؤسسات الموت والترويع والتي تحصي دقات القلوب ورفة الأهداب وتوالي الأنفاس ؛ بل وصل إلى آخر الشوط وتجاوزه، فأبتكرت ذهنيته الحجاجية أدوات بشرية تقطر دونية ونذالة لتفتك بضحاياها العراقيين خارج المألوف والمعتاد لتنفذ نوازع الدكتاتور الشريرة ولتفوق كل قسوة وعذاب بمعايير ومقاسات الماضي وهو في أحط نوازع تحادره وطغيانه الجارف ورجاله المتوحشين.. انها ذروة الفجيعة والقتل المريع التي تمزق شغاف القلب حزناً ولوعةً على أرواح أولئك العراقيين المنكودي الحظ والمجهولي الهوية.. قصة رواها لي طبيب عراقي انتدب للعمل في معسكر بسمايا.. تجنبت ذكر اسمه ؛ لكنه على استعداد لتوثيق شهادته وتقديمها إلى أية منظمة دولية معنية بهذه الامور ومن جانبي احترمت رغبته والتزمت بماوعدت به.
شهادة طبيب...؟
في بداية سنة 2001 عينت في مؤسسة مدينة الطب في بغداد وهي عبارة عن مجمع طبي كبير متعدد الاغراض والاختصاصات كطبيب متخصص في الباطنية والجراحة العامة. كان العمل مضنياً ومرهقاً ومقتضياته تكابد من ظروف الحصار وتداعياته المدمرة وهو يفتقد إلى تلك الضروريات التي يحتاجها مجمع كبير ، كمدينة الطب من أدوية ، ومعدات، وخدمات واتصالات علمية. لم يمض على تعييني سوى أشهر معدودات ، حتى أوكل إلى هذه المؤسسة الانسانية العريقة مهمة قذرة لاتتناسب ودورها ورسالتها ، فبدلاً من تعميق وتحسين كفاءتها في خدمة المواطنين وعلاجهم ومكافحة الأمراض، انقلبت الأمور نحو مهمة غريبة حينما جرى أحضار مرضى من لون مختلف وأعراض ملتبسة، وبدلاً من تطبيبهم جرى امراضهم وتدميرهم والفتك بهم وتشويههم، فبين يوم وأخر كان يجري تجميع بعض الا طباء في احدى القاعات المنزوية في مدينة الطب، لكي يشاهدوا عمليات صلم الاذان، وسل الألسن، ووسم الجباه بكاوية كهربائية مفزعة وقطع الأيادي ربما بتخدير غير كافي ، كعقاب وانتقام ينسجم وسياسة النظام السادية وبطشه أزاء من لا يراهم يستسلمون لمراسيمه واستبداده، وكالعادة لاتعرف من هؤلاء ولا لأي سبب احضروهم، وأية محكمة حكمتم لينالوا هذا اللون من العذاب الوحشي.. وأين.. في مؤسسة وجدت لتخدم الانسان وتشفيه من علله...؟ ولتغدو دار الحكمة والشفاء إلى مجرد مسلخ بشري يسترخص فيه الانسان وكرامته الى متناهيات الاذلال .

#خلينا_نتذكر_حتى_مايتكرر

أظهر المزيد

 0 تعليقات sort   ترتيب حسب


التالي