الناس والمدونات
في يوم الأحد ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك ١٤٣٧هـ - ٢٠١٦م إعتاد المواطنين في منطقة الكرادة بالعاصمة العراقية بغداد الخروج للأسواق للتبضع إستقبالاً لعيد الفطر المبارك وهم يصطحبون أطفالهم والفرحة تغمرهم والبهجة في قلوبهم ككل المسلمين عامة، وصادفت هذه البهجة فرحة الإحتفال بتخرج كوكبة من طلاب الجامعات الشباب، بعضهم ذهب لشراء ملابس جديدة وبعضهم يشتري كعكة الحفل، وفي الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل وفي ذروة الزحام ترى ( الأم تحمل طفلها والصغار بيدهم ألعابهم التي أشتروها للتو ) وشخص بيده كيس مشترياته وأصحاب المحال التجارية فرحين برزقهم والطمأنينة والسلام تخيم على قلوب الجميع، هنا حدثت لحظة من الصمت، وما هي إلا لحظة لا تزيد على أجزاء الثانية، وفجأة حل الظلام، ولاترى شيء سوى سماع صراخ الأطفال والنساء والنار في أرجاء المكان والرجال مذهولين بين من إلتهمتهم النار وبينهم من يحاول إنقاذ طفل سقط بجانبه والصراخ يعلو والاستغاثة من كل الجوانب والنيران مازالت تمشي والفرحة إنقلبت مجزرة والجثث التي ملأت مبنى التسوق وغيره من الأماكن المجاورة لاتعد ولاتحصى وإذ بصوت صارخ بعد فترة قصيرة ( حدث إنفجار ) يا الله ... الله أكبر ... النساء الأطفال الرجال كبار السن كلهم استشهدوا، وقتها هرع كل من كان بإستطاعته المساعدة، ولكن ... الكارثة حلت والحصيلة تجاوت ٣٠٠ شهيد و١٨٠ جريح منهم بحالة خطرة وعشرات المفقودين وكلهم أبرياء عزّل.
وبعدها بدأت سلسلة الأحزان تتلوا بعضها بعضاً، الأمهات والآباء يبحثون عن أبنائهم الذين كانوا في المكان، الزوجات يتصلن بأزواجهن، الصديق يبحث عن صديقه بين الجثث، الأخ يصرخ بإسم أخيه ويبكي، لكن لاجدوى من ذلك حيث لاجواب منهم.
المستشفيات إمتلأت بين شهيد وجريح وبين من يبحث عن ذويه، منهم من لم يعثر على شيء ومنهم في حالة ذهول وألم فراق الأحبة.
وأن هذا الذي حصل ما هو إلا إمتداد لمسلسل الحقد الذي ورثه بنو أمية ومن قبلهم لمحمد وآله الطاهرين ولشيعتهم ومحبيهم، فقد إعتادوا على الغدر والحقد كما كان آباءهم يفعلون.
وهذا المسلسل قد بدأ في أول يوم رحل فيه نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله شهيداً وبعد رحيله هجوهم على دار إبنته وإسقاط جنينها ظلماً، وبعده وصيهُ أمير المؤمنين عليه السلام قتلوه في المحراب غدراً وسمهم إبنه الإمام الحسن عليه السلام وقتلهم لسيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام ظلماً وعدواناً بعد منعهم الماء عنه وعن آل بيته ومن كان معه، وهكذا باقي الأئمة الطاهرين عليهم السلام كذلك قتلوهم غدراً.
واليوم نعيش هذا الحقد الممتد على يد أبنائهم التكفيريين ( داعش )، ومازلنا متمسكين بولائنا لمحمد وآله الطاهرين حتى ظهور قائمهم إمامنا صاحب العصر والزمان المهدي المنتظر عجل الله فرجه، فهو مخلّصنا وهو من سيملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعد ما سيملأها أحفاد بنو أمية ومن تحت لوائهم الفاسد ظلماً وجوراً.
رحم الله الشهداء الأبرار ومنَّ على الجرحى بالشفاء والعافية وعلى ذويهم بالصبر والسلوان وإنا لله وإليه راجعون.
مجموعة موالون الثقافية
٢٩ شهر رمضان ١٤٣٧هـ